responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 216
هذا مثل- يجمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إحياء الأمل وإرشاد الأمم- أمّة ضعيفة غزتها قوية فنصر الله الضعيفة على عدوتها، فلما انتصرت ظلمت القوية التى ضعفت، فغضب الله عليها بذلك حتى ولو أن هذه المظلومة كانت معتدية، فانظر كيف يحيى رسول الله صلى الله عليه وسلم آمال الضعفاء، ويلزمهم العدالة إذا صاروا أقوياء.
فالمسلم حين يحارب لا يخرق قانون الفضيلة؛ الفضيلة الناصعة البيضاء التى تمليها الأرواح الصافية، والإنسانية الكاملة، لا الفضيلة الصناعية التى يمليها الرياء السياسى فى صحف المعاهدات حتى إذا فتشت عنها لم تجدها شيئا.
والمسلم إلى جانب هذا يحترم المقدّسات ولا يمسها إلا إن أصابه منها العدوان، واستخدمت فى غير ما وضعت له وموضع ذلك كله من الآية الكريمة قوله تعالى: (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وقوله تعالى: (وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ).
ما أحوج العالم فى ظرفه هذا الدقيق إلى كتيبة إسلامية تؤمن بهذه المبادئ الربانية السامية علما وعملا، فتتخلص من قيود هذه البيئة الفاسدة، وتدعم السلام فى العالم
بالقوة الفاضلة، وتقضى على هذا الاضطراب بسيف من سيوف الله.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست