اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 213
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حميّة، ويقاتل رياء: أى ذلك فى سبيل الله؟ فقال:" من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله" [1].
[أهداف القتال فى الإسلام]
يقاتل المسلم لغايات نبيلة وأغراض سامية، أشارت الآية إلى بعضها، يقاتل المسلم دفاعا عن كرامته، وذيادا عن وطنه، وحفظا لدمه، والقتل أنفى للقتل؛ وموضع ذلك فى الآية الكريمة قوله تعالى: (الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) وقوله تعالى: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ).
ويقاتل دفعا للفتنة ودرءا للشر، وانتصارا للضعفاء الذين يريد الأقوياء أن يفتنوهم عن عقائدهم بما لهم من قوة وجبروت، ولأن تبقى الفضيلة على الأرض خير من أن تعيش الأجسام على أنقاضها، فإذا دار الأمر بين الفضيلة بثمن من الدماء والأرواح؛ وبين الجسوم والدماء بغير فضيلة ولا حرية ولا كرامة؛ فأجدى على العالم أن تراق الدماء، وتسيل النفوس من أن تنهار مبادئ الحق، وتندكّ معالم الفضائل، وموضع هذا المعنى من الآية الكريمة قوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
ويقاتل نشرا للعدل بين الناس، وتعميما لمبادئ السمو والنور، وتبليغا لرسالة الله التى كلفه إبلاغها، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الأمم كافة، فبلغ من عاصره، وهم من بعده نوّابه فى إبلاغ دعوته، أمناء عليها إلى يوم القيامة، مأمورون بتبليغها حتى لا يبقى فى الأرض كافر واحد، وموضع ذلك فى الآية الكريمة قول الله تبارك وتعالى: (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ).
فإذا قبل الناس هذه المبادئ واعتقدوها فقد انتهى الخلاف بينهم وبين المسلمين، وقد سوّى الإسلام بين الجميع، وأظلّهم تحت راية علم خافق من العدل والإنصاف والحرية والمساواة:" أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا [1] رواه أحمد (5/ 548) والبخارى (123) و (2810) و (3126) و (7458) ومسلم (1904) والترمذى (1646) والنسائى فى" المجتبى" (3136) وفى" الكبرى" (4344) وابن ماجة (2783) والبيهقى فى" الشعب" (4263) وأبو يعلى (7253) وابن حبان (4636) وعبد الرزاق (9567) وسعيد بن منصور فى" سننه" (2543) عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 213