اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 133
يجهرون ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ". رواه أحمد والنسائى بإسناد على شرط الصحيح [1].
ولأحمد ومسلم:" صليت خلف النبىّ صلى الله عليه وسلم، وأبى بكر وعمر وعثمان وكانوا يستفتحون ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) لا يذكرون: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فى أول قراءة ولا آخرها" [2]. وهناك روايات أخرى تدور حول ذلك.
وذكر بعض العلماء: أن ما جاء فى روايات النفى سببه: الإسرار بالبسملة، وجمع بين الأقوال بناء على ذلك.
وروى الطبرانى فى" الكبير" و" الأوسط" فى سبب ترك النبى صلى الله عليه وسلم للجهر بالبسملة فى الصلاة: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أنه صلى الله عليه وسلم" كان يجهر ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، وكان المشركون يهزءون بمكاء وتصدية، ويقولون: يذكر إله اليمامة- يشيرون إلى قول مسيلمة الكذاب، وتسميته حائطه بحديقة الرحمن- فأنزل الله: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) فتسمع المشركين فيهزءوا بك (وَلا تُخافِتْ بِها) عن أصحابك فلا تسمعهم" [3] وقال فى" مجمع الزوائد": إن رجاله موثقون. فلمّا هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان يجهر ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) تارة، ويسرّ بها أخرى، واختلفت الروايات بناء على ذلك [4].
وقد أفرد هذه المسألة بالتأليف جماعة من أكابر العلماء. وجمع فيها الشوكانى رسالة تشتمل على نظم ونثر أجاب بها على سؤال ورد. وبالغ بعضهم حتى عدّها من مسائل الاعتقاد، والأمر أيسر من هذا كله. وحسبنا أن نراها مثبتة فى المصحف، وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على كتابتها فى صدر الفاتحة وتلاوتها حين القراءة وأن ما بين دفتى المصحف قرآن نزل من عند الله لنقول إنها آية منها وكفى. [1] رواه أحمد (4/ 22، 184) والنسائى فى" المجتبى" (907) وفى" الكبرى" (979) وابن حبان (1799) عن أنس رضى الله عنه. [2] رواه أحمد (4/ 96) ومسلم (399) والبيهقى فى" السنن" (2/ 348) عن أنس رضى الله عنه. [3] رواه الطبرانى فى" الأوسط" (1080) وفى" الكبير" (11/ 182) و (12/ 43) والنسائى فى" الكبرى" (1085) وابن أبى شيبة (2/ 230) عن ابن عباس رضى الله عنهما. [4] لخص الإمام البنا هنا أدلة كل فريق، واعتمد فى ذكر الأدلة هنا على نيل الأوطار (3/ 33 - 40).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 133