اسم الکتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن المؤلف : عبد السلام أحمد الراغب الجزء : 1 صفحة : 435
وإن هذه الوحدة في داخل النفس، بين المشاعر المتقابلة، ضمن الكيان الموحّد للإنسان، هي الوظيفة النفسية للصورة.
لقد تميّزت الصورة القرآنية بوظيفتها النفسية، في أهدافها ووسائلها، وتأثيرها.
قد تلتقي الصورة القرآنية بالصورة الأدبية من حيث التأثير في النفس، لأنّ كليهما يقوم على التصوير ولكنهما يفترقان بعد ذلك.
فالصورة القرآنية، لا تكتفي بمجرد التأثير في النفس، كما هو حال الصورة في الأدب، بل تحمل رؤية وفكرا، لبناء الإنسان.
لذا تسعى الصورة القرآنية إلى شمول التأثير جميع الاتجاهات النفسية أو المشاعر، والعمل على تكاملها وتوازنها، ثم إنها لا تكتفي ببناء النفس الإنسانية مستقلة عن مجتمعها، بل تقيم العلاقة بين النفس المتوازنة، والمجتمع من حولها، فتبثّ فيها روح الإيجابية للعمل، ثم تصل في النهاية إلى رسم النموذج الإنساني المتوازن في نفسه وسلوكه وحياته، وهو ليس إنسانا سلبيا كما في الأدب الرومانسي، وليس إنسانا آليا كما في الأدب الواقعي.
بل هو إنسان إيجابي متوازن، وبذلك تحقّق الصورة وظيفتها الدينية في النهاية من خلال تحقيق وظيفتها النفسية.
اسم الکتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن المؤلف : عبد السلام أحمد الراغب الجزء : 1 صفحة : 435