responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 402
فصل: الموازنة بين المعنى المتحد واللفظ المتعدد
وقد أردتُ أن أكتبَ جملةً من الشعر الذي أنتَ ترى الشاعرَيْن فيه قد قالا في معنىً واحدٍ، وهو ينقسم قسمين:
قَسمٌ أنت ترَى أحدَ الشاعرَين فيه قد أتى بالمعنى غُفْلاً ساذَجاً، وترى الآخَرَ قد أخرجَه في صورةٍ تَروقُ وتُعْجِبُ.
وقسمٌ أنتَ ترى كلَّ واحدٍ من الشاعرَين قد صَنعَ في المعنى وَصَوَّرَ.
القسم الأول
وأبدأُ بالقسم الأول الذي يكون المعنى في أحدِ البَيْتين غُفلاً وفي الآخَرِ مصوَّراً مَصْنوعاً، ويكونُ ذلك إمَّا لأنَّ متأَخِّراً قصَّر عن مُتقدِّم، وإمَّا لأن هُدى متأخرٍ لشيءٍ لم يَهْتدِ إليه المتقدِّمُ، ومثال ذلك قولُ المتنبي [من المنسرح]:

بِئْسَ اللَّيالي سَهِرْتُ مِنْ طَرَبي ... شَوْقاً إِلى مَنْ يَبيتُ يَرْقُدُها
مع قولِ البحتري [من الكامل]:
لَيلٌ يُصَادِفُنِي ومَرْهَفَةَ الحَشَا ... ضِدَّيْنِ أَسْهَرُهُ لَهَا وَتَنامُه
وقولُ البحتري [من البسيط]:
وَلو ملَكتُ زَماعاً ظَلَّ يَجْذِبُني ... قَوْداً لَكَانَ نَدى كَفيَّكَ منْ عُقُلي
مع قولِ المتنبي [من الطويل]:
وَقَيَّدْتُ نفْسِي في ذُرَاكَ مَحَبَّةً ... وَمَنْ وَجَدَ الإِحْسانَ قَيْداً تَقَيَّدَا
وقولُ المتنبي [من الطويل]:
إذَا اعْتَلَّ سَيْفُ الدَّوْلَةِ اعْتَلَّتِ الأَرضُ ... وَمَنْ فَوْقَهَا وَالْبَأسُ وَالْكَرَمُ الْمَحْضُ
مع قول البحتري [من الطويل]:
ظَلِلْنَا نَعُودُ الْجُودَ منْ وَعْكِكَ الّذِي ... وَجَدْتَ وَقلْنَا اعْتَلَّ عُضْوٌ منَ الْمَجْدِ
وقولُ المتنبي [من الكامل]:
يُعْطِيكَ مُبْتَدِئاً فَإِنْ أَعْجَلْتَهُ ... أَعْطَاكَ مُعْتَذِراً كَمَنْ قَدْ أَجْرَما
مع قول أبي تمام [من الطويل]:
أخو عَزماتٍ فِعْلُهُ فِعلُ مُحْسِنٍ ... إلَيْنَا وَلكنْ عُذْرُهُ عُذْرُ مُذْنبِ
وقولُ المتنبي [من الطويل]:
كَرِيمٌ مَتَى اسْتُوهِبْتَ ما أَنتَ رَاكِبٌ ... وَقَدْ لقِحَتْ حَرْبٌ فإِنَّكَ نَازِلُ
مع قول البحتري [من البسيط]:
مَاضٍ عَلَى عَزْمِهِ في الْجُودِ لَوْ وَهَبَ الشـ ... ـبَابَ يَوْمَ لِقَاءِ الْبِيضِ مَا نَدِمَا
وقولُ المتنبي [من الخفيف]:
وَالَّذِي يَشْهَدُ الوَغَى سَاكِنُ الْقَلْـ ... ـبِ كَأَنَّ القِتَالَ فيها ذِمامُ
مع قولِ البحتريِّ [من الطويل]:
لَقَدْ كَانَ ذَاكَ الجَأْشُ جَأْشَ مُسَالمٍ ... عَلَى أَنَّ ذَاكَ الزّيَّ زِيُّ مُحَارِبِ
وقولُ أبي تمام [من الكامل]:
الصُّبْحُ مَشْهُورٌ بِغَيْرِ دَلاَئِلِ ... مِنْ غَيْرِهِ ابتْغِيَتْ وَلا أَعْلاَمِ
مع قول المتنبي [من الوافر]:
وَلَيْسَ يَصحُّ في الأَذْهَانِ شَيْءٌ ... إذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ
وقولُ أبي تمام [من الوافر]:
وَفِي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْق ... لِمُخْتَبِرٍ عَلَى شَرَفِ الْقَدِيمِ
مع قول المتنبي [من البسيط]:

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست