responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 572
مثال آخر قوله تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً {6} ) الأصل أن يقال يشرب منها. وهذه الآية فيها احتمالان: تحتمل أن يكون هناك تضمين بمعنى يرتوي بها (يشرب بمعنى يروى أو يشرب إلى أن يروى) وهذا هو الإحتمال الشائع عند المفسرين وقالوا هذا جزاء المقرّبين. لأنه لو أراد غير هذا المعنى لحدده كما قال في آية أخرى (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً {5} ) . في هذه الآية عدّى فعل يشرب بالباء ليحتمل معنى يرتوي وهناك إحتمال آخر أنهم نازلون بها كما يقال نزلنا في المكان وشربنا به فتصير إذن ظرفية. إذن تحتمل التعدية بالباء لفعل يشربون أن تكون بمعنى الشرب حتى الإرتواء ومعنى التمتع بلذّة النظر إلى العين والإستقرار عندها وهذه متعة أخرى.
كذلك قوله تعالى في سورة المطففين (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون) . في الأصل يقال اكتال من ولا يقال اكتال على. وقد عدّى فعل اكتال في هذه الآية بحرف على للدلالة على التسلط لأن هؤلاء المطففين لم يكتالوا من الناس بل تسلطوا عليهم بالإكتيال ولو كان الإكتيال طبيعياً لقال اكتالوا من الناس. (يقال كالوا الناس) كما في قوله تعالى (وإذا كالوهم أو وزنوهم) فعل كال وفعل وزن الأصل أن يتعدى بنفسه أو باللام وممكن الحذف يقال: كال له أو وزن له. فلماذا لم يقل كالوا لهم؟ اللام هنا تفيد الإستحقاق في أصل معناها في اللغة ثم تتشعب إلى معاني متعددة أخرى لكن هؤلاء المطففين لم يعطوا الناس حقوقهم فكيف يقول (كالوا لهم) فحذف لام الإستحقاق فقال كالوهم لأنهم ظلموا الناس ولو يعطوهم حقوقهم وعدّى الفعل اكتال بالحرف على للدلالة على الظلم والتسلط.

اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست