اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 53
ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلّى: تحديد مكان الإستواء. أولا: استوى تعني اعتل واستقام وتهيّأ. ينزل جبريل - عليه السلام - إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتدلّى إليه ويصحبه بعد أن تهيّأ لذلك من الأفق الأعلى (وليس العالي) وهذا حتى يليق بمقام النبوة وهذا فيه ثناء على جبريل - عليه السلام - أنه استعدّ للأمر قبل أن يأتي ويقوم بمهمته وفيه تكريم للرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن مقام الشخصية يستدعي زيادة التهيئة والإستعداد وحسنه واستعد لذلك من الأفق الأعلى (استعد جبريل - عليه السلام - للأمر قبل أن ينزل وفيه إشارة إلى عِظم المهمة وعِظم الزائر وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم -) .
هذه الآية في سورة النجم ذكرت (الأفق الأعلى) وفي آية سورة التكوير ذكر (الأفق المبين) فما الفرق بينهما؟
في آية سورة النجم يُراد بالآيات والرحلة العروج إلى الأفق الأعلى وهو المكان الذي سيعرُج إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -. أما في آية سورة التكوير (ولقد رآه بالأفق المبين) فالأفق المبين تدل على الإبانة الواضحة وهي مناسبة لما تبعها في قوله تعالى (وما هو على الغيب بضنين) على أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس بضنين ولا بخيل فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مبين ليس بضنين والأفق مبين أيضاً.
اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 53