اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 1093
نتحدث عن الفرق من الناحية اللغوية. المعروف أن الظلم هو مجاوزة الحد والكفر هو الخروج عن المِلّة، الظلم قد يكون درجات حتى يصل إلى الكفر قال تعالى (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) البقرة) . الكفر الخروج عن المِلّة وقد يكون هناك مسلم ظالم، الظلم درجات في المجاوزة قد لا يصل إلى درجة الكفر وقد يتدرج حتى يصل إلى الكفر وقال تعالى (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان) هذا الظلم، الظلم إذن له مراتب أعلاها الكفر.
الفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى وله مراتب. مأخوذة من فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (50) الكهف) أي خرج عن الطاعة. الفسق درجات أيضاً وله مراتب حتى يصل إلى الكفر، قال تعالى (كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة) (وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور) (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا (16) الإسراء) أي خرجوا عن الطاعة. يستوي الظالم مع الفاسق في الخروج عن الطاعة لكن الظلم أكثر ما يتعلق بالآخرين والفسق أعمّ. الظلم أخذ حقوق الغير والفسق عام، وكل ظالم فاسق وليس كل فاسق ظالم. الظالم فاسق قطعاً لكن ليس كل فاسق ظالم لغيره قد يكون ظالماً لنفسه إذن الفسق أعمّ. إبليس فاسق وبالفسق وصل إلى مرتبة الكفر. ووصف الله تعالى الكفار بأنهم فاسقون وظالمون. الظلم مراتب قد يصل إلى الكفر والفسق له مراتب قد يصل إلى الكفر. وأحياناً الفسق ليس فيه كفر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ (197) البقرة) .
اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 1093