اسم الکتاب : المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد المؤلف : البهوتي الجزء : 1 صفحة : 320
أصبح مفطرًا، وإن حال دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائمًا [1].
ومعنى اقدروا أي: ضيقوا من قوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: [7]] أي: ضيق، وقوله تعالى [2]: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الروم: 37] والتضييق له أن يجعل شعبان تسعة وعشرين يومًا، وقد فسره ابن عمر بفعله وهو راويه [3] وأعلم بمعناه فيجب الرجوع إلى تفسيره [4]، كما رجع إليه في تفسير التفرق في خيار المتبايعين [5]، ولأنه شك في أحد طرفي الشهر لم يظهر فيه أنه من غير رمضان فوجب صومه كالطرف الآخر، قال علي وأبو هريرة وعائشة: (لأن أصوم يومًا من شعبان أحب إليَّ من أن أفطر يومًا من رمضان) [6]، ولأن الصوم يحتاط [7] له ولذلك [8] وجب الصوم بخبر الواحد ولم يفطروا إلا بشهادة اثنين.
فأما خبر أبي هريرة الذي احتجوا به فإنه يرويه محمد بن زياد [9]، وقد [1] أبو داود برقم 2320 والمرفوع منه رواه مسلم برقم 1080. [2] سقطت من د، س. [3] في د، س روايته. [4] في ج تفسير. [5] في ب، ج، ط التابعين. [6] أما أثر علي فأخرجه الشافعي في مسنده مع الأم 6/ 131 وهو من رواية فاطمة بنت الحسين عنه وهي لم تدركه ولو صح فلا يستقيم الاستدلال به لأن لفظ الرواية، (أن رجلًا شهد عند علي على رؤية الهلال فصام، وأحسبه قال: أمر الناس أن يصوموا ثم قال: أصوم) إلخ وانظر نيل الأوطار 4/ 217 .. وأما أثر أبي هريرة، فقد ساق ابن القيم سنده في زاد المعاد 1/ 158 قال: وأما الرواية عن أبي هريرة فقال -يعني: أحمد- حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن أبي مريم قال: سمعت أبا هريرة يقول: (لأن أتعجل في صوم رمضان بيوم أحب إلى من أن أتأخر لأني إذا تعجلت لم يفتني وإذا تأخرت فاتني).
وأما أثر عائشة فرواه أحمد 6/ 125 - 126 وسنده صحيح ورواه سعيد بن منصور وفي سنده راو لم يسم. انظر إرواء الغليل 4/ 11. [7] في ط محتاط. [8] في ط وكذلك. [9] هو محمد بن زياد الجمحي مولى عثمان بن مظعون كان من أجلاء التابعين وثقه أحمد والناس وأخرج له البخاري في الصحيح. انظر التاريخ الكبير 1/ 82 - 83 وميزان الاعتدال 3/ 551.
اسم الکتاب : المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد المؤلف : البهوتي الجزء : 1 صفحة : 320