اسم الکتاب : شرح زاد المستقنع المؤلف : الخليل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 330
تمييز العبادة عن العبادة
يعني تمييز العبادات عن العادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض
من أمثلة تمييز العادة عن العبادة
أن الإنسان قد يغتسل بنية التبرد
أو بنية التنظف
وقد يغتسل بنية غسل الجمعة أو الجنابة
فالصورة واحدة والفرق بين العملين هو في النية
من أمثلة الثاني وهو تمييز العبادات بعضها عن بعض مثل
إذا أراد الإنسان أن يصلي الظهر والعصر جمعاً فإن كلاً من الظهر والعصر أربع ركعات متشابهات في كل شيء إلا في النية فالذي يميز هذه عن هذه هو فقط النية
إذاً عرفنا الآن أن فائدة النية عند الفقهاء تمييز العبادات عن العادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض
• ثم قال - رحمه الله -
فيجب أن ينوي عين صلاة معينة
يقصد المؤلف - رحمه الله - أنه يجب أن ينوي المصلي عين الصلاة
فيجب أن ينوي من يصلي الظهر أنه يصلي الظهر ويحدد هذه النية
ويجب أن ينوي من يصلي العصر أنه يصلي العصر
فإن لم ينوي هذه النية المعينة المحددة بطلت الصلاة وتخلف شرط النية
الدليل
استدلوا بدليلين
الأول عموم الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - إنما الأعمال بالنيات
والثاني أنه بهذا يحصل التمييز بين العبادات
والرواية الثاني عن الإمام أحمد أنه لا يشترط تعيين الصلاة
لأن في إلزام المكلف بتعيين عين الصلاة قبل الشروع فيها مشقة وحرج إذ قد ينسى الإنسان إذا أراد الشروع في الصلاة أن يعين أنها صلاة الظهر
وهذا القول ضعفه المجد جد شيخ الإسلام بن تيمية
القول الثالث في هذه المسألة المهمة أن الواجب أن ينوي أنه يصلي فرض الوقت أو إذا فاتته صلاة الظهر والعصر ونسي أيهما التي فاتته فإنه يصلي بنية أنه يصلي عن تلك التي فاتته من غير تحديد
وهذا القول أومأ إليه الإمام أحمد ورجحه القاضي من أصحابه
فاحفظ هذا المثال فإنه من أمثلة إذا سمعت أن من شدة عناية أصحاب الإمام أحمد به وبأقواله أنهم كتبوا كل شيء من فتاويه وأقواله وإيماءاته فهذا من أمثلة الإيماء أومأ الإمام أحمد ولم يذكره وإنما فقط أومأ ومع ذلك حفظ وكتب
وهذا دليل على فضله وتمكنه في العلم
اسم الکتاب : شرح زاد المستقنع المؤلف : الخليل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 330