اسم الکتاب : التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 33
"فصل" وكل مانع خرج من السبيلين نجس [1] إلا المني [2]. [1] روى البخاري (214) عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسلُ به.
[تبرز لحاجته: خرج إلى البَراز، وهو الفضاًء، ليقضي حاجته من بول أو غائط. فيغسل به: أثر الخارج من القبل أو الدبر]
وروى البخاري (176) ومسلم (303) عن علي رضي الله عنه قال:
كنت رجلا مذاَءً، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أسْألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأمرت المقدادَ بن َ الأسْوَدِ فسأله، فقال: (فيه الْوُضُوءُ). ولمسلم: (يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضأ).
[مذاء: كثير خروج المذي، وهو ماء أصفر رقيق يخرج من الذكر غالباً عند ثوران الشهوة].
وروى البخاري (155) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائطَ، فأمَرَني أنْ آتِيَهُ بثَلاثَة أحجار، فوجدتُ حجرين والتمسْتُ الثالثَ فلم أجِدهُ، فأخذت رَوْثًة فَأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال: (هذا رِكْس).
[الركس النجس، والروثة براز مأكول اللحم].
فدلت هذه الأحاديث على نجاسة الأشياء المذكورة، لغسله - صلى الله عليه وسلم - لها أو الأمر بغسلها أو التصريح بنجاستها، وقيس ما لم يذكر فيها، مما يخرج من السبيلين، على ما ذكر. [2] من الإنسان وجميع الحيوانات ما عدا الكلب والخنزير.
أما مني الإنسان: فلما رواه مسلم (288) وغيره، عن عائشة رضي الله عنها: قالت: كنت أفْرُكُ المَنِى من ثَوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب فيصلى فيه. ولوكان نجساً لم يكَف فيه الفرك.
وأما سني غير الاَدمي: فلأنه أصل حيوان طاهر، فأشبه مني الآدمى.
وأما الكلب والخنزير فلنجاسة عينهما.
اسم الکتاب : التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 33