responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية البجيرمي على شرح المنهج = التجريد لنفع العبيد المؤلف : البجيرمي    الجزء : 1  صفحة : 137
ثُمَّ ثَلَاثَةً دَمًا ثُمَّ انْقَطَعَ فَالثَّلَاثَةُ الْأَخِيرَةُ دَمُ فَسَادٍ لَا حَيْضٍ ذَكَرَهُ فِي الْمَجْمُوعِ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَى تَعْبِيرِ الْأَصْلِ بِسِنِّ الْحَيْضِ، وَتَعْبِيرِي بِقَدْرِهِ أَوْلَى مِنْ تَعْبِيرِهِ بِأَقَلِّهِ لِأَنَّ أَقَلَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَعْبُرَ أَكْثَرَهُ.
وَخَرَجَ بِزِيَادَتِي: لَا مَعَ طَلْقٍ الدَّمُ الْخَارِجُ مَعَ طَلْقِهَا فَلَيْسَ بِحَيْضٍ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ بِنِفَاسٍ (فَإِنْ عَبَرَهُ وَكَانَتْ) أَيْ: مَنْ عَبَرَ دَمُهَا أَكْثَرَ الْحَيْضِ وَتُسَمَّى بِالْمُسْتَحَاضَةِ (مُبْتَدَأَةً) أَيْ: أَوَّلَ مَا ابْتَدَأَهَا الدَّمُ (مُمَيِّزَةً بِأَنْ تَرَى قَوِيًّا وَضَعِيفًا) كَالْأَسْوَدِ، وَالْأَحْمَرِ فَهُوَ ضَعِيفٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْأَسْوَدِ قَوِيٌّ بِالنِّسْبَةِ لِلْأَشْقَرِ، وَالْأَشْقَرُ أَقْوَى مِنْ الْأَصْفَرِ، وَهُوَ أَقْوَى مِنْ الْأَكْدَرِ، وَمَا لَهُ رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ أَقْوَى مِمَّا لَا رَائِحَةَ لَهُ، وَالثَّخِينُ أَقْوَى مِنْ الرَّقِيقِ، فَالْأَقْوَى مَا صِفَاتُهُ مِنْ ثِخَنٍ وَنَتَنٍ وَقُوَّةِ لَوْنٍ أَكْثَرَ فَيُرَجَّحُ أَحَدُ الدَّمَيْنِ بِمَا زَادَ مِنْهَا، فَإِنْ اسْتَوَيَا فَبِالسَّبْقِ (فَالضَّعِيفُ) ، وَإِنْ طَالَ (اسْتِحَاضَةٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــQفَيُؤْخَذُ بِكَلَامِهِمْ حَتَّى يَتَحَقَّقَ مَا يَمْنَعُهُ فَلَا تَقْضِي مَا فَاتَهَا فِيهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ، وَيُحْكَمُ بِانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا بِسَبَبِهِ وَيَقَعُ الطَّلَاقُ الْمُعَلَّقُ بِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ، ثُمَّ رَأَيْت م ر صَرَّحَ بِذَلِكَ فِي بَابِ الْعِدَدِ ع ش.
(قَوْلُهُ ثُمَّ انْقَطَعَ) خَرَجَ بِهِ مَا لَوْ اسْتَمَرَّ فَإِنْ كَانَتْ مُبْتَدَأَةً فَغَيْرُ مُمَيِّزَةٍ أَوْ مُعْتَادَةٍ عَمِلَتْ بِعَادَتِهَا كَمَا ذَكَرَهُ فِيمَا لَوْ رَأَتْ خَمْسَتَهَا الْمَعْهُودَةَ أَوَّلَ الشَّهْرِ ثُمَّ نَقَاءَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ثُمَّ عَادَ الدَّمُ وَاسْتَمَرَّ، فَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ مِنْ أَوَّلِ الْعَائِدِ طُهْرٌ لِأَنَّهُمَا مُكَمِّلَانِ لِأَقَلِّ الطُّهْرِ، ثُمَّ تَحِيضُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ مِنْهُ وَيَسْتَمِرُّ دَوْرُهَا عِشْرِينَ حَجّ وَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: فَغَيْرُ مُمَيِّزَةٍ أَيْ مُسْتَكْمِلَةٍ لِلشُّرُوطِ فَلَا يُنَافِي أَنَّهَا تُسَمَّى مُمَيِّزَةً فَاقِدَةَ شَرْطِ تَمْيِيزٍ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الشَّارِحُ فِيمَا سَيَأْتِي، وَإِنَّمَا كَانَتْ فَاقِدَةَ شَرْطِ تَمْيِيزٍ لِأَنَّ زَمَنَ النَّقَاءِ حُكْمُهُ حُكْمُ الضَّعِيفِ وَقَدْ نَقَصَ عَنْ أَقَلِّ الطُّهْرِ. (قَوْلُهُ وَهُوَ وَارِدٌ إلَخْ) يُمْكِنُ أَنْ يُدْفَعَ وُرُودُهُ بِأَنَّهُ عَلِمَ كَوْنَ الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ لَيْسَتْ حَيْضًا مِنْ قَوْلِ الْأَصْلِ قَبْلُ وَأَقَلُّ الطُّهْرِ بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ سم.
(قَوْلُهُ بِسِنِّ الْحَيْضِ) فَزَمَنُ الْحَيْضِ أَخَصُّ مِنْ سِنِّ الْحَيْضِ. (قَوْلُهُ لِأَنَّ أَقَلَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعَبِّرَ أَكْثَرَهُ) بِخِلَافِ رُؤْيَةِ الْقَدْرِ فَإِنَّهَا تَصْدُقُ بِمَا إذَا جَاءَ مَعَ الْقَدْرِ شَيْءٌ آخَرُ، فَرُؤْيَةُ عِشْرِينَ مَثَلًا يَصْدُقُ عَلَيْهَا رُؤْيَةُ الْقَدْرِ لَا الْأَقَلُّ اهـ شَوْبَرِيٌّ، وَفِيهِ شَيْءٌ قَالَ سم: وَمَعَ ذَلِكَ فَتَعْبِيرُ الْأَصْلِ صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ رُؤْيَةَ الْأَقَلِّ صَادِقَةٌ بِرُؤْيَةِ الزِّيَادَةِ عَلَى الْأَقَلِّ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ وَلَمْ يُعَبِّرْ لِلْمَرْئِيِّ الصَّادِقِ بِالْأَقَلِّ وَالْأَعَمِّ مِنْهُ لَا لِنَفْسِ الْأَقَلِّ. اهـ (قَوْلُهُ مَعَ طَلْقِهَا) وَكَذَا الْخَارِجُ مَعَ الْوَلَدِ شَوْبَرِيٌّ. (قَوْلُهُ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ بِنِفَاسٍ) لِتَقَدُّمِهِ عَلَى فَرَاغِ الرَّحِمِ مِنْ الْحَمْلِ فَهُوَ دَمُ فَسَادٍ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَيْضٍ قَبْلَهُ وَإِلَّا كَانَ حَيْضًا كَمَا تَقَدَّمَ ح ل (قَوْلُهُ فَإِنْ عَبَرَهُ) عَبَرَ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَنَصَرَ مُخْتَارٌ. (قَوْلُهُ أَيْ مَنْ عَبَرَ دَمُهَا) أَيْ لَا بِقَيْدِ كَوْنِهِ قَدْرَ الْحَيْضِ وَإِلَّا فَالْمُنَاسِبُ لِكَلَامِهِ أَنْ يَقُولَ مَنْ عَبَرَ قَدْرُ دَمِهَا الْمَذْكُورُ أَكْثَرُ الْحَيْضِ ح ل. قَالَ شَيْخُنَا ح ف: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ وَلَمْ يَعْبُرْ وَقَوْلُهُ عَبَرَهُ رَاجِعٌ إلَى الدَّمِ مِنْ حَيْثُ هُوَ لَا بِقَيْدِ كَوْنِهِ قَدْرَهُ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ الشَّارِحُ أَيْ مَنْ عَبَرَ قَدْرُ دَمِهَا إلَخْ. اهـ
(قَوْلُهُ وَتُسَمَّى بِالْمُسْتَحَاضَةِ) قَضِيَّتُهُ أَنَّ مَنْ رَأَتْ دَمَهَا لَا يَبْلُغُ يَوْمًا وَلَيْلَةً لَا تُسَمَّى مُسْتَحَاضَةً وَهُوَ أَحَدُ اصْطِلَاحَيْنِ غَيْرُ مَشْهُورٍ ع ش. (قَوْلُهُ أَيْ أَوَّلَ مَا ابْتَدَأَهَا الدَّمُ) مَا مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ أَوَّلَ ابْتِدَاءِ الدَّمِ إيَّاهَا وَهُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ لِصِحَّةِ الْإِخْبَارِ أَيْ ذَاتُ أَوَّلٍ إلَخْ وَهَذَا تَكَلُّفٌ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ ظَرْفًا مَجَازًا، وَالتَّقْدِيرُ فَإِنْ كَانَتْ فِي أَوَّلِ ابْتِدَاءِ الدَّمِ إيَّاهَا، أَوْ يُقَدَّرُ فِيهِ مُضَافٌ أَيْ فِي أَوَّلِ زَمَنِ ابْتِدَاءٍ إلَخْ، وَقَوْلُ الْمَدَابِغِيِّ أَوَّلُ مُبْتَدَأٌ وَمَا نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ وَالدَّمُ خَبَرٌ وَالتَّقْدِيرُ أَوَّلُ شَيْءٍ ابْتَدَأَهَا هُوَ الدَّمُ غَيْرُ ظَاهِرٍ؛ لِأَنَّهَا ابْتَدَأَهَا أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ غَيْرَ الدَّمِ تَأَمَّلْ. (قَوْلُهُ بِأَنْ تَرَى) تَفْسِيرٌ لِلْمُمَيِّزَةِ لَا بِقَيْدِ كَوْنِهَا مُبْتَدَأَةً شَوْبَرِيٌّ. (قَوْلُهُ كَالْأَسْوَدِ إلَخْ) حَاصِلُ مَسْأَلَةِ الدِّمَاءِ أَنَّهَا خَمْسَةُ أَقْسَامٍ: أَسْوَدُ وَأَحْمَرُ وَأَصْفَرُ وَأَشْقَرُ وَأَكْدَرُ. وَكُلٌّ مِنْهَا لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْصَافٍ لِأَنَّهُ إمَّا مُجَرَّدٌ عَنْ الثِّخَنِ وَالنَّتِنِ أَوْ بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا، فَإِذَا أَرَادَتْ ضَرْبَهَا ضَرَبَتْ أَوْصَافَ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةً فِي أَوْصَافِ الثَّانِي ثُمَّ الْمَجْمُوعَ فِي أَوْصَافِ الثَّالِثِ ثُمَّ الْمَجْمُوعَ فِي أَوْصَافِ الرَّابِعِ ثُمَّ الْمَجْمُوعَ فِي أَوْصَافِ الْخَامِسِ. فَالْحَاصِلُ أَلْفٌ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ صُورَةً شَوْبَرِيٌّ. (قَوْلُهُ وَالْأَشْقَرُ أَقْوَى) عِبَارَةُ الْمِصْبَاحِ الشُّقْرَةُ مِنْ الْأَلْوَانِ حُمْرَةٌ تَعْلُو بَيَاضًا فِي الْإِنْسَانِ وَحُمْرَةٌ صَافِيَةٌ فِي الْخَيْلِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ إلَى أَنْ قَالَ وَدَمٌ أَشْقَرُ إذَا صَارَ قَانِيًا لَمْ يَعْلُهُ غُبَارٌ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ ع ش.
(قَوْلُهُ فَالْأَقْوَى إلَخْ) فِيهِ قُصُورٌ لِأَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلُ تَقَدُّمَ مَا فِيهِ صِفَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَا لَا صِفَةَ فِيهِ أَصْلًا كَأَسْوَدَ ثَخِينٍ غَيْرِ مُنْتِنٍ عَلَى أَسْوَدَ رَقِيقٍ غَيْرِ مُنْتِنٍ تَأَمَّلْ. (قَوْلُهُ فَإِنْ اسْتَوَيَا فَبِالسَّبْقِ) بِأَنْ كَانَ أَحَدُهُمَا أَسْوَدَ بِلَا ثِخَنٍ وَنَتِنٍ، وَالْآخَرُ أَحْمَرَ بِأَحَدِهِمَا، أَوْ كَانَ الْأَسْوَدُ بِأَحَدِهِمَا وَالْأَحْمَرُ بِهِمَا أَيْ الثِّخَنِ وَالنَّتِنِ، أَوْ كَانَ أَسْوَدُ ثَخِينٌ وَأَسْوَدُ مُنْتِنٌ وَكَأَحْمَرَ ثَخِينٍ أَوْ مُنْتِنٍ وَأَسْوَدَ مُجَرَّدٍ ح ل.
(قَوْلُهُ وَإِنْ طَالَ) فَلَوْ رَأَتْ يَوْمًا وَلَيْلَةً دَمًا أَسْوَدَ ثُمَّ أَحْمَرَ مُسْتَمِرًّا سِنِينَ كَثِيرَةً، فَإِنَّ الضَّعِيفَ كُلَّهُ طُهْرٌ لِأَنَّ أَكْثَرَ

اسم الکتاب : حاشية البجيرمي على شرح المنهج = التجريد لنفع العبيد المؤلف : البجيرمي    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست