اسم الکتاب : الإفهام في شرح عمدة الأحكام المؤلف : ابن باز الجزء : 1 صفحة : 94
عند التسوك بها, وتزيل الأوساخ, وتشد اللثة وأحسنها الأراك.
وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يحب السواك, ويستعمله ويحث عليه، وسئلت عائشة - رضي الله عنها - عن الشيء الذي يبدأ به إذا دخل المنزل؟ قالت: بالسواك [1]، وفي حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ» [2] يعني: يدلكه بالسواك.
هذا يدل على شرعية السواك وتأكده عند الوضوء، وعند الصلاة, وعند دخول المنزل, وعند القيام من النوم, وهكذا يستحب عند تغير الفم، إذا طال السكوت وتغير الفم؛ لأنه يطيِّب النكهة, ويشد اللثة، وينظف الأسنان، وينشط، ويطرد النعاس، وله فوائد كثيرة.
وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنه - عليه الصلاة والسلام - «استاك عند الموت»، ودخل عبدالرحمن صِهْر النبي - صلى الله عليه وسلم - أخو عائشة ومعه سواك, والنبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه, وكانت - رضي الله عنها - قد أسندته إلى صدرها, فلما رأته ينظر إلى السواك أشارت إليه. آخذه لك؟ قال: «نعم»، وعرفت أنه يحب السواك، وطلبته من عبدالرحمن فأعطاها عبدالرحمن إياه، فقضمته ودفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به استناناً حسناً. ثم رفع بصره إلى السماء، فقال: «في الرفيق الأعلى» [3]. ثلاث مرات، يطلب ربه أن يكون: «في [1] رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب السواك، برقم 253. [2] صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، برقم 889، ومسلم، كتاب الطهارة، باب السواك، برقم 255. [3] رواه البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته، برقم 4449.
اسم الکتاب : الإفهام في شرح عمدة الأحكام المؤلف : ابن باز الجزء : 1 صفحة : 94