اسم الکتاب : الفقه الميسر المؤلف : الطيار، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 500
الدفن والأحكام المتعلقة به أولًا: حكم دفن الميت:
حمل الميت ودفنه تكريم للميت، وهو من فروض الكفاية، كما سبق بيانه، قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [1]، والكفت هو الضم والجمع، وقال الفراء: "يريد تَكْفتُهُمْ أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتًا في بطنها أي تحوزهم" [2].
وقال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [3]، والمعني: أي جعل له قبرًا يوارى فيه، قال الفراء: "جعله مقبورًا، ولم يجعله ممّن يلقى كالسباع والطيور" [4].
ثانيًا: الأحق بدفن الميت:
يتولى إنزال الميت -ولو كان أنثى- الرجال دون النساء، لأمور منها:
الأول: أن هذا هو المعهود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وجرى عليه عمل المسلمين حتى اليوم.
الثاني: أن الرجال أقوى على ذلك من النساء.
لكن اختلف الفقهاء في الأولى بالدفن، فالشافعية [5] والحنابلة [6] على أن الأولى بدفن الرجل أولاهم بغسله والصلاة عليه، وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توفي [1] سورة المرسلات: 25 - 26. [2] معالم التنزيل، للبغوي (4/ 434). [3] سورة عبس: 21. [4] معالم التنزيل (4/ 448). [5] روضة الطالبين (2/ 133). [6] المغني (3/ 433).
اسم الکتاب : الفقه الميسر المؤلف : الطيار، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 500