اسم الکتاب : التنبيه على مبادئ التوجيه - قسم العبادات المؤلف : ابن بشير، أبو الطاهر الجزء : 1 صفحة : 393
فصل (صفة المؤذن)
وأما صفة المؤذن فالمقتدى به في الأوقات يجب أن يكون ذا دين [1]، عارفاً بالأوقات. ومن كماله أن يكون بالغ [2] الصوت، حسنه؛ لأن الأذان لغة وشرعاً للإعلام، ومنه قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [3]، أي أعلمهم. وإذا كان المقصود الإعلام فالبالغ [4] بالصوت أكمل في ذلك، والنفوس مجبولة على الميل إلى حسن الصوت. فلذلك قلنا من كماله أن يكون حسناً.
(أمور ينبغي للمؤذن مراعاتها)
ويستحب للمؤذن أن يستقبل القبلة عند التكبير والتشهد [5]. وأما دورانه ووضع أصبعيه في أذنيه فإن قصد بذلك المبالغة في الإبلاغ [6] فهو مشروع. ويكره التطريب المخرج عن باب الأذان إلى باب الأغاني. ولا يتكلم في أذانه إلا أن يضطر إلى الكلام بأن يخاف هلاكاً على نفسه [7] أو على غيره أو على ماله. فإن تكلم بنى إلا أن يطول الكلام [8] طولاً يخرج الأذان عن بابه.
وهل يرد السلام إشارة؟ قولان: المشهور أنه لا يرده. والشاذ أنه يرده كالمصلي. والفرق بينه وبين المصلي على المشهور أن المصلي ممنوع من الكلام فجاز له الانتقال إلى الإشارة، والمؤذن غير ممنوع كالمصلي، فلا [1] في (ق) و (ص) آمنا ذا دين. [2] في (ر) بليغ. [3] الحج: 27. [4] في (ت) و (ص) البليغ وفي (ر) فالتبليغ. [5] في (ر) و (ق) والتشهيد. [6] في (ر) الاستماع. [7] في (ق) الهلاك على نفسه وفي (ر) هلاك نفسه. [8] في (ق) كلامه.
اسم الکتاب : التنبيه على مبادئ التوجيه - قسم العبادات المؤلف : ابن بشير، أبو الطاهر الجزء : 1 صفحة : 393