اسم الکتاب : التوسط بين مالك وابن القاسم في المسائل التي اختلفا فيها من مسائل المدونة المؤلف : الجبيري الجزء : 1 صفحة : 22
لرأيه، وتقليدا له فيما أشكل عليه قد خالفه، وكان لا فوقه أحد عنده، ولم يستسهل تقليده فيما قام له الدليل على صحة القول به [1]، غير أن خلافه له من نحو ما ذكرناه والله أعلم.
وقد ضمنت كتابي هذا أعيان المسائل التي اختلفا فيها من كتاب المدونة دون ما سواه، وتوسطت القول بالعدل بينهما في ذلك، بمقدار ما بلغه علمي وأثمره فهمي، وأيدت قول كل واحد منهما بما يطابقه من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله عليه السلام، أو من اتفاق الأمة أو إ (جماع) [2] أهل المدينة، أو العبرة، امتثالا لأمر الإمام الحكم المستنصر بالله أمير المؤمنين [3]، المؤتمر لأمر الله عز وجل فيما يحبه ويكرهه، والمنتهي عما نهاه عنه فيما يأخذه ويتركه، والمؤثر رضاه فيما يقدمه ويؤخره، والمجتنب سخطه فيما يورده ويصدره، والعامل بطاعته فيما ينقضه ويبرمه، والمعتصم بحبله فيما يحله ويعقده، ([4]) " ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" و (مفـ) ـتاح [5] معالم التنزيل، ومستقر دلائل التأويل، بحر علم لا يظمأ وارده، وطود حلم [6] لا تزول قواعده.
المنفرد بكل مأثورة شريفة، وفضيلة منيفة لا يشركـ (ـه فيـ) ـها [7] أحد، ولايباريه، ولا يطاوله ولا يجا (ريه) [8]. [ص6] [1] تأمل بعد المالكية الأوائل عن التقليد. [2] خرم في الأصل، وأتممته اعتمادا على السياق وعلى بقايا بعض الحروف. [3] هو أبو العاص الحكم بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي (ت 366).
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (16/ 230) وشذرات الذهب (2/ 55) وتاريخ علماء الأندلس (15) والبداية والنهاية (11/ 285) وغيرها. [4] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 230): كان جيد السيرة وافر الفضيلة. [5] ما بين القوسين به خرم، وأتممته لظهور معناه. [6] أي جبل حلم، انظر القاموس (1/ 431) والصحاح (2/ 99) واللسان (3/ 271). [7] ما بين القوسين به خرم، وأتممته لظهور معناه. [8] ما بين القوسين به بتر، وأتممته لظهور معناه.
اسم الکتاب : التوسط بين مالك وابن القاسم في المسائل التي اختلفا فيها من مسائل المدونة المؤلف : الجبيري الجزء : 1 صفحة : 22