responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإخنائية أو الرد على الإخنائي - ت زهوي المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 18
الراجح، فهذا مطيع لله مأجور أجرين إن أصاب، وإن أخطأ أجرا واحدا. ومن قال:
كل مجتهد مصيب بمعنى أنه مطيع لله فقد صدق، ومن قال: المصيب لا يكون إلا واحدا، وإن الحق لا يكون إلا واحدا ومن لم يعلمه فقد أخطأ، بمعنى أنه لم يعلم الحق في نفس الأمر فقد صدق، كما بسط هذا في مواضع.

[التحذير من الكلام في دين الله بغير علم]
والمقصود: أن من تكلم بلا علم يسوغ، وقال غير الحق فإنه يسمى كاذبا، فكيف بمن ينقل عن كلام موجود خلاف ما هو فيه مما يعرف كلّ من تدبر الكلام أن هذا نقل باطل؟ فإن مثل هذا كذب ظاهر، والأول على صاحبه إثم الكذب ويطلق عليه الكذب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «كذب أبو السنابل» [1]. وكما قال لما قيل له: إنهم يقولون إن عامرا بطل عمله، قتل نفسه. فقال: «كذب من قال ذلك» [2].
وكما قال عبادة: «كذب أبو محمد» لما قال الوتر واجب [3]. وقال ابن عباس:

[1] قال العلامة المعلمي- رحمه الله-: «في قصة سبيعة الأسلمية لما مات زوجها، فوضعت حملها وتهيأت للخاطبين، فأنكر عليها أبو السنابل، وقال: حتى تعتدّي أربعة أشهر وعشرا. فسألت النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «كذب أبو السنابل» والقصة في الصحيحين وغيرهما. وأبو السنابل هو: ابن بعك، اسمه حبة أو عمرو، وقيل غير ذلك: اه. من «الإصابة في معرفة الصحابة» بترجمة أبي السنابل.
قلت: والقصة أخرجها البخاري برقم (5318) ومسلم برقم (1484) وأحمد (1/ 447) واللفظ له.
[2] أخرجه أحمد ضمن قصة طويلة (4/ 51 - 52).
[3] أخرجه مالك في «الموطأ» (1/ 78/ 14) وأحمد (5/ 315 - 316، 319 - 322) وأبو داود (1420) والنسائي (1/ 230) وابن ماجه (1401) وابن حبان (5/ 21/ 1731 و6/ 174/ 2417) والحميدي في «مسنده» 1/ 191/ 388) والدارمي في «سننه» (1/ 446 - 447/ 1577) وابن أبي شيبة في «مصنفه» (2/ 296) وابن أبي عاصم في «السنة» (967) وعبد الرزاق في «مصنفه» (3/ 5/ 4575) والبيهقي في «سننه» (1/ 461 و2/ 467).
من طرق: عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن رفيع- أو أبي رفيع- المخدجي أنه قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت، فقال: يا أبا الوليد، إني سمعت أبا محمد الأنصاري يقول:
الوتر واجب. فقال عبادة: كذب أبو محمد؛ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:
«خمس صلوات كتبهن الله على عباده .. الحديث».
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو رافع المخدجي مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان.
لكنه توبع؛ تابعه عبد الله بن الصنابحي عند أحمد (5/ 217) وأبي داود (425) والبيهقي (2/ 215).
من طريق: محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، عن عبادة به.
ولكن وقع عند البيهقي: عن أبي عبد الله الصنابحي.
وهو الصواب، وأبو عبد الله الصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة المرادي. وانظر: «تهذيب التهذيب» (2/ 462 - 463، 533) وتحقيق العلامة أحمد شاكر على «الرسالة» للشافعي ص 217 وما بعدها.
وتابعه أيضا: أبو إدريس الخولاني عند الطيالسي (573).
فالحديث صحيح بهاتين المتابعتين. وقد صححه الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (967).
اسم الکتاب : الإخنائية أو الرد على الإخنائي - ت زهوي المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست