responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسبة لابن تيمية - ت الشحود المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 81
[2]ـ ما استقر عند كثيرين من أن التعدي على الأموال العامة وسرقتها ـ تارة بالغصب وتارة بتسخيرها في مصالح خاصة ـ إنما هو نوع من الذكاء وحسن التصرف؛ كما أن المحافظة عليها والورع في استخدامها بلاهة وعدم تبصر بعواقب الأمور!!!
3ـ التعفف والتزام الحياء في التعامل بين الجنسين ـ عند بعض الناس ـ نوع من التعقيد وعدم مجاراة روح العصر، كما أن الانفتاح بغير الضوابط الشرعية هو قمة الحضارة ودليل الرقي عندهم!!!
4ـ الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكر في القضايا العامة وتناول الشأن العام للمسلمين، وتنبيههم على مكايد أعدائهم ـ عند بعض الناس ـ خُرُوجٌ على السُّلطان، وإشاعةٌ للفوضى، وتعريضٌ لمصالح البلاد للخطر، وافتئات على حقِّ من ولاَّه الله الأمر، وبالمقابل جعلوا السُّكُوت على المُنكر وإقراره حكمةً ووقاراً وسكينةً ورزانةً!!!
5ـ معاصي البيع والشراء من النجش والغش وبيع المعدوم والمجهول والتعامل بالربا [1] عادت عند كثير من الناس أموراً مشروعة ينكرون على من ينكرها متذرعين بأنهم لو اتبعوا ما يقول لبارت تجارتهم وكسدت أسواقهم!!!
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه، وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد، وقد كان الذي خفنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون [2].
وإذا كان المُسلمون الجَهَلة يَنْعَوْن على الآمرين بالمعروف والنَّاهين عن المُنكر اشتغالهم بغيرهم، واهتمامهم بأمر النَّاس من حولهم، فإنَّنا نجد أئمَّتنا الأعلام يُشَدِّدون النَّكير على من يُؤْذون أمثال هؤلاء الدُّعاة إلى الخير، ولو كان أذىً باللِّسان حتى قالوا: "إنَّ القائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضوليٌّ يُخشى عليه الكُفْر" [3]. أمَّا من يُؤذونهم بأكثر من ذلك فهم شرُّ النَّاس. عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ رَجُلٌ أَمَرَ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَى عَنِ الْمَعْرُوفِ ".ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَى: وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ، سورة آل عمران:21،ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:" يَا أَبَا عُبَيْدَةَ قَتَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ثَلَاثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَامَ مِائَةُ رَجُلٍ وَاثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَمَرُوا مَنْ قَتَلَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ

[1] - سيمر تفصيل كل واحدة إن شاء الله
[2] - إحياء علوم الدين 2/ 306
[3] - معجم المناهي اللفظية 162 نقلا عن حاشية ابن عابدين 5/ 106.
اسم الکتاب : الحسبة لابن تيمية - ت الشحود المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست