اسم الکتاب : صحيح أبي داود - الأم المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 247
وله طرق أخرى عن أنس؛ فقال ابن القيم:
" وقد روى هذا الحديث: محمد بن يحيى الذهلي في كتاب "علل حديث
الزهري " فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خالد الصفار- من أصله، وكان
صدوقاً-: حدثنا محمد بن حرب: حدثنا الزبَيْدِي عن الزهري عن أنس بن
مالك: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ، فأدخل أصابعه تحت لحيته، فخللها بأصابعه، ثم
قال: " هكذا أمرنى ربي عزّ وجلّ ". وهذا إسناد صحيح "!
هكذا ذكره ابن القيم- بعد كلامه السابق في رده على ابن القطان-، فأوهمني
أن هذا كلام ابن القيم نفسه، وأن التصحيح منه! ثمّ تبين لي أنه ليس كذلك؛
فقد قال بعد صفحة (109) :
" قلت: وتصحيح ابن القظان لحديث أنس من طريق الذهلي؛ فيه نظر! فإن
الذهلي أعله فقال في "الزهريات ": وحدثا يزيد بن عبد ربه: حدثنا محمد بن
حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس بن مالك ... فذكره. قال الذهليٍ: هذا هو
المحفوظ. قال ابن القطان: وهذا لا يضره؛ فإنه ليس من لم يحفظ حجة على من
حفظ، والصفار قد عين شيخ الزبيدي فيه، وبين أنه الزهري، حتى لو قلنا: إن
محمد بن حرب حدث به تارة فقال فيه: عن الزبيدي: بلغني عن أنس ... لم
يضره ذلك، فقد يراجع كتابه؛ فيعرف منه أن الذي حدث به الزهري فيحدث به
عنه، فأخذه عنه الصفار هكذا ". قال ابن القيم:
" وهذه التجويزات لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباء علله، ويعلمون أن
الحديث معلول بإرسال الزبيدي له، ولهم ذوق لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات
والاحتمالات "!
ونحن نرى أن الحق مع ابن القطان؛ لأن الاحتمال الذي أبداه؛ إنما هو في
سبيل الجمع بين روايات الثقات؛ وإلا لزم توهيم الثقة بدون دليل؛ بل بمجرد
اسم الکتاب : صحيح أبي داود - الأم المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 247