اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 93
وبعض هذه الأَغلاط من عمل النساخ، الذين قلما يخلو كتاب من أَثر أَيديهم في تصحيف بعض الكلمات أَو تحريفها، وكم جنوا على العلم، كما تجني المطابع اليوم، إِذا لم يكن معها تصحيح جيد يقوم به مختصون.
وبعضها من أَوهام الإِمام المنذري نفسه، على علو قدره، وجلالته في الحديث وعلومه، كما تشهد بذلك مصنفاته، وكما شهد له بذلك جهابذة هذا العلم.
ومرجع ذلك هو القصور الذاتي للبشر، مهما بلغت مرتبتهم من العلم، والإِمام المنذري إمام وعلم من الأَعلام، ولكنه بشر، يعرض له الذهول والسهو والوهم، وكل مؤلف لابد أَن يعرض له أَوهام وأَخطاء، كثيراً ما يستدركها هو على نفسه، إن طال به الأَجل، وواتاه التوفيق، وكثيراً ما يستدركها عليه غيره في حياته أَو بعد مماته، من هو مثله أَو دونه في العلم والفضل، فقد يوجد في المفضول مالا يوجد في الفاضل، وقد قال الهدهد لسليمان عليه السلام: (أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ) ([1])!
أَضف إِلى ذلك أَن المنذري رحمه الله قد أَملى هذا الكتاب الكبير إملاءً على بعض تلاميذه من حفظه دون رجوع إِلى كتاب! وعزا الأَحاديث إِلى مصادرها ومخرجيها، على تعدد رواياتها، واختلاف أَلفاظها، مع بيان درجتها من الصحة والحسن أَو القوة والضعف. وما في أَسانيدها من بعض الرواة المختلف فيهم. [1] من الآية 22 من سورة النمل.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 93