responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 74
خذ مثلاً: حديث عائشة رضي الله عنها، الذي ذكره المنذري (في الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأَهواءِ):
"ستة لعنتهم، ولعنهم الله، وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله عز وجل، والمكذب بقدر الله، والمتسلط على أُمتي بالجبروت ليذل من أَعز الله، ويعز من أَذل الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك السنة".
قال المنذري: رواهُ الطبراني في الكبير، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإِسناد ولا أعرف له علة.
وبمراجعة الحديث في المستدرك للحاكم (4/ 90) وجدته يصححه على شرط البخاري، ووجدت الحافظ الذهبي يتعقب الحاكم في تصحيحه قائلاً: إِسحاق (الفروي أَحد رواته) وإِن كان من شيوخ البخاري، فإِنه يأْتي بطامات! قال فيه النسائي: ليس بثقة. وقال أَبو داود: واهٍ، وتركه الدارقطني. وأَما أَبو حاتم فقال: صدوق وعبد الله (هو ابن موهب - راوٍ آخر) فلم يحتج به أَحد .. والحديث منكر بمرة. ا. هـ.
على أَن النقد الداخلي لنص الحديث يبين ضعفه كذلك؛ ذلك أَن متن الحديث نفسه فيه كلمات لا تتفق مع ما جاءَ في أَوله: أَن هؤلاءِ الستة لعنهم - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كل نبي مجاب، فالمفهوم إِذن أَن تكون أَعمال هذه الستة أَعمالاً يشترك فيها أَقوام هؤلاءِ الأَنبياءِ، ولكن كلمات الحديث تجعل من الستة: "المتسلط على أُمتي بالجبروت .. المستحل من عترتي ما حرم الله .. التارك للسنة" والمفهوم أَنها سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -! .. وهذا ما جعلني أترك الحديث.

اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست