اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 55
وقال ابن عيينة: "لا تسمعوا من بقيَّة - يعني: - بقية بن الوليد - ما كان في سنّة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره".
وقال أَحمد في ابن إسحاق - يريد: محمد بن إِسحاق صاحب (السيرة) الشهورة -: "يكتب عنه المغازي وشبهها".
وقال ابن معين في زياد البكائي: "لا بأْس به في المغازي، وأَما في غيرها فلا".
قال ابن رجب:
"وإنما يروى في الترهيب والترغيب والزهد والآداب أَحاديث أَهل الغفلة الذين لا يتهمون بالكذب، فأَما أَهل التهمة فيطرح حديثهم، كذا قال ابن أبي حاتم وغيره".
ومن هذه الأقوال وما شابهها نتبين أَن أَحداً من أَئمة الحديث لم يقل برواية أَحاديث الترغيب والترهيب، عن كل من هبّ ودبّ من الرواة، وإِن كانوا مجهولين أَو متهمين، أو فاحشي الغلط.
إِنما أَجازوا رواية بعض الرواة الذين في حفظهم بعض اللين أَو الضعف وإن لم يكونوا (من الرؤساءِ المشهورين بالعلم، الذين يعرفون الزيادة والنقصان) كما قال الإمام الثوري.
فهولاء لا ريبة في صدقهم وعدالتهم، وإنما الريبة في حفظهم ويقظتهم وإتقانهم.
ولهذا ذكر الحافظ ابن حجر لقبول الضعف في الرقائق والترغيب، شروطاً ثلاثة، نقلها عنه الحافظ السيوطي في (تدريب الراوي):
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 55