اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 54
وهذا عذر أَقبح من ذنب، لأَن مقتضى كلامهم أن دينه ناقص وهم يكملونه، والله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم) [1].
ومن هنا بيّن المحققون المراد بالتساهل في الأَسانيد بعبارة بيِّنة.
يقول العلامة ابن رجب الحنبلي في (شرح علل الترمزي) شارحاً لقوله: "فكل من روي عنه حديث ممن يتهم، أَو يضعف لغفلته، أو لكثرة خطئه، ولا يعرف ذلك الحديث ألا من حديثه فلا يحتج به" قال:
أما ما ذكره الترمذي .. فمراده أَنه لا يحتج به في الأَحكام الشرعية، والأمور العملية، وإن كان قد يروى حديث بعض هؤلاءِ في الرقائق والترغيب والترهيب، فقد رخص كثير من الأَئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها عن الضعفاءِ، منهم: ابن مهدي، وأحمد بن حنبل.
وقال روّاد بن الجراح: سمعت سفيان الثوري، يقول: "لا تأْخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إَّلا من الرؤساءِ المشهورين بالعلم، الذين يعرفون الزيادة والنقصان، ولا بأْس بما سوى ذلك من المشايخ".
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أَبي، نا عبدة، قال: قيل لابن المبارك - وروى عن رجل حديثاً - فقيل: هذا رجل ضعيف! فقال: يحتمل أن يُروى عنه هذا القدر أو مثل هذه الأَشياءِ. قلت لعبدة: مثل أَي شيءٍ كان؟ قال: في أَدب، في موعظة، في زهد.
وقال ابن معين في موسى بن عبيدة - الربذي، وهو عابد مشهور، ضعيف في الرواية -: يكتب من حديثه: الرقائق. [1] سورة المائدة: 3.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 54