اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 52
أنه إذا بدأَ الحديث بـ (رُوِي عن) وأَهمل الكلام عليه في آخره، كان ذلك من دلائل ضعف إلى حديث عنده، فمن لا يعرفون مصطلحه يحسبون سكوته يعني قبوله للحديث.
ولهذا قام في نفسي من أَمد بعيد أَملٌ تمنيت أن أقوم به، وهو اختصار الكتاب بحذف الضعيف والمكرر منه، والتعليق عليه بما لابد منه في أضيق نطاق، وبذلك ننقذ كثيرين من التعلق بالضعيف من الحديث.
صحيح أن جمهور العلماء أجازوا رواية الضعيف في الترغيب والترهيب، والرقائق، وفضائل الأَعمال، ولم يشدّدوا إِلَّا فيما يتعلق به حكم شرعي من حلال وحرام وكراهة وإيجاب واستحباب.
وفي ذلك قال العلامة المنذري في مقدمة "الترغيب": أن العلماء أَساغوا التساهل في أَنواع من الترغيب والترهيب، حتى إن كثيراً منهم ذكروا الموضوع ولم يبينوا حاله! ونحو هذا ما قاله الحاكم في (مستدركه: 1/ 490) في أَول "كتاب الدعاءِ": وأنا بمشيئة الله أجري الأَخبار التي سقطت على الشيخين في "كتاب الدعوات" على مذهب أبي سعيد، عبد الرحمن بن مهدي في قبولها، ثم ساق بسنده إليه قوله: إذا روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام والأَحكام شدّدنا في الأَسانيد، وانتقدنا الرجال. وإذا روينا في فضائل الأعمال، والثواب والعقاب، والمباحات، والدعوات، تساهلنا في الأسانيد.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 52