اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 5
يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ، قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [1].
هذا الرغب والرهب، أَو الخوف والطمع، أَو الحذر والرجاءِ، يعتبر بواعث مهمة لعمل الصالحات واجتناب السيئات. ولكن من المهم أَن يتوازن الخطَّان في قلب المسلم فلا يطغى عليه الرهب والخوف، حتى ييأَس من روح الله، فإِنه لا ييأَس من روح الله إِلا القوم الكافرون، ولا يغلب عليه الرجاءُ والطمع، حتى يأْمن من مكر الله، فلا يأْمن مكر الله إِلا القوم الخاسرون.
وقد قال علي كرم الله وجهه: أَلا أُنبئكم بالعالِم كل العالِم؟ من لم ييئِّس عباد الله من روح الله، ولم يؤمنهم من مكره!
الترغيب والترهيب في القرآن الكريم:
وهذه الفكرة - الترغيب أَو التبشير، والترهيب أَو الإِنذار - واضحة تمام الوضوح في القرآن الكريم، والحديث الشريف. فالقرآن حافل بصور الوعد والوعيد، ومشاهد القيامة وأَهوال الآخرة، وأَحوال الجنة والنار، وما ينتظر المؤمنين الأَتقياء من نعيم مقيم، وما يعد للكافرين الطغاة من عذاب أَليم. وهذا في القرآن كله، وبخاصة المكّي منه، كما يلمسه القارىءُ للجزأَين الأَخيرين من المصحف: التاسع والعشرين (جزء تبارك) والثلاثين (جزء عم).
ومن فتح المصحف وطالع أَوائل سورة البقرة في وصف المتّقين [1] سورة الزمر: 9.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 5