responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن المؤلف : الحويني، أبو إسحق    الجزء : 1  صفحة : 297
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما هو مصَرحٌ به في حديث جابرٍ، وبذلك يتفق الحديثان في تعيين السبب، وإن احتمل اختلافهما في الواقعة وتعددها. فتأمل هذا فإنه شىءٌ انقدح في النفس، ولم أجد من نصَّ عليه أو أشار إليه من العلماء. فإنْ كان صوابًا فمن الله تعالى، وإن كان خطأ فهو مني، وأستغفره من كل ما لا يرضيه.
جـ - لو كانت النداوة مقصودة بالذات، لفهم ذلك السلفُ الصالح ولعلموا بمقتضاهُ، ولوضعوا الجريد والآس ونحو ذلك على القبور عند زيارتها, ولو فعلوا لاشتهر ذلك عنهم، ثمَّ نقله الثقاتُ إلينا، لأنه من التي تلفتُ النظر، وتستدعى الدواعى نقله، فإذ لم يُنْقل دلَّ على أنه لم يقع، وأنَّ التقرُّب به إلى الله بدعةٌ، فثبت المرادُ. وإذا تبين هذا، سهل حينئذٍ فهم بطلان ذلك القياسِ الهزيلِ الذي نقله السيوطي في "شرح الصدور" عمن لم يسمه: "فإذا خُفِّف عنهما بتسبيح الجريدة، فكيف بقراءة المؤمن القرآن؟! قال: وهذا الحديث أصلٌ في غرس الأشجار عند القبور.
قلت: فيقالُ له: "ثبت العرش ثمَّ انقش"، "وهل يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ؟ " ولو كان هذا القياس صحيحًا لبادر إليه السلفُ, لأنهم أحرص على الخير منا. فدلَّ ما تقدَّم على أن وضع الجريد على القبر خاصٌ به صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم، وأنَّ السرَّ في تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن في نداوة العسيب بل في شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ودعائه لهما. وهذا مما لا يمكنُ وقوعُهُ مرةً أخرى بعد انتقاله صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم إلى الرفيق الأعلى، ولا لغيره من بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم, لأنَّ الاطلاع على عذاب القبر من =

اسم الکتاب : بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن المؤلف : الحويني، أبو إسحق    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست