اسم الکتاب : المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية المؤلف : الهوريني، نصر الجزء : 1 صفحة : 204
بخلاف ما إِذا حُذفت النون للجازم (نحو: "لم تقرئى")، أو كان فعل أمر (نحو: "أَطْفِى" و"اتَّكِى") فإِن الهمزة المصوَّرة ياءً إِذا خيف اللَّبْسُ لا تُحذف [1]، والأكثر حَذْفُها بمقتضى الكلية المتقدمة [2] كما في قوله:
* أَبْطِئى أَوْ أَسْرِعى [3] *
فرارًا من اجتماع صورتين، بل ثلاثة، كما في قول كُثيِّر عزَّة ([4]):
*أَسئِى بِنَا أَوْ أَحْسنِى لا مَلُومَة*
وقول الآخر:
فقلتُ لها: فِئى إِليْكِ فإنَّنى ... حَرامٌ وإِنِّى بَعْدَ ذَاكِ لبيبُ (5)
وكذا إِذا أُضيف نحو: "شَىء" أو "مجِىء" إِلى ياء المتكلم، كأن تقول "نَفَعَنى مَجِيّى إِليْك"، فيُحذف الهمزة، لاجتماع الأمثال الموجِب لحذف أحدها كما إِذا اتصلت به ياءُ النَّسب لذلك لا لقاعدة (كل همزة بعدها حرف مَدٍ ..) [6]؛ لأن ياء النسب مُشَدَّدة ليست حرفَ مَدٍ، وياء المتكلم [1] فيقال: (أطفئى) و (اتكئى). [2] راجع ص 202، 203 وسيأتى الحديث عن هذه المسئلة قريبًا ص 212 وما بعدها. [3] من الرمل المجزوء. ولم أصل لموضعه من كتب الأدب. [4] هو كُثيِّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر، أبو صخر الخزاعى الحجازى المعروف بابن أبى جمعة. وعزة هذه المشهور بها المنسوب إِليها -لتغزله فيها- هى أم عمرو ابنة جميل بن حفص، وصُغّر اسمه فقيل (كثير) لأنه كان دميم الخَلْق قصيرًا، وإذا مشى يُظن أنه صغير من قصره. وكان يقال له: إِنه أشعر الإِسلاميين، على أنه كان فيه تشيع وربما نسبه بعضهم إِلى مذهب التناسخية. له ديوان شعر وتوفى بالمدينة سنة 105 هـ. وأرخ ابن كثير وفاته سنة 107 هـ (البداية والنهاية جـ5 ص 330 - 337).
(5) البيت من الطويل. وقائله المخيل السعدى أو للمضرِّب بن كعب انظر الأمالى لأبي على القالى جـ2 ص 171، أمالى ابن الشجرى جـ1 ص 164، لسان العرب (لبب)، خزانة الأدب جـ1 ص 270. [6] تقدم ذكر هذه القاعدة ص (198).
اسم الکتاب : المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية المؤلف : الهوريني، نصر الجزء : 1 صفحة : 204