اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه الجزء : 1 صفحة : 187
تصحيح الباب العاشر
وهو باب المترجم بباب من المصادر
قال أبو محمد: اعلموا أن هذا الباب ليس مما يلحن فيه العامة، ولا مما يختار فيه الأفصح، ولكنه مما يحتاج إليه أكثر الناس في كلامهم المعتاد، وقد يمر فيه الحرف/ بعد الحرف أحيانا مما تلحن فيه العامة أو تخطئ، وفيه أفعال مختلفة الأمثلة، تختلف مصادرها، على حسب اختلاف الأفعال، وأفعال مختلفة تختلف مصادرها؛ لاختلاف المعاني فيها والمفعولين أو الفاعلين، ولكل واحد من ذلك باب يطول شرحه؛ وهو مما كثر به أبواب الكتاب. وكان يجب أن يجعل المصادر كلها بابا واحدا، أو يصنفها، فيجعل كل ما كان منها من جنس، أو على مثال بابا على حدته، ولا يكثر الأبواب المخلطة، بغير تأليف ولا نظام.
فمن ذلك قوله: وجدت المال، وهو فعل مستعمل في وجوه مختلفة، ولفظ ماضيه ومستقبله في كل وجه من وجوهه، مع اختلافها في المعنى، على لفظ واحد، ولكن مصادرها مختلفة مع اتفاق أمثلة الفعل، وذلك لعلل أوجبته، فالماضي منها مفتوح العين والمستقبل مكسوره، والواو أوله وهي ثابتة في الماضي، ساقطة من المستقبل وقد مضى تفسير ذلك قبل هذا الباب، وإنما خولف بين مصادره؛ للفرق بين معانيه التي وصفنا؛ فمن ذلك قولهم في مصدر وجدت الضالة: الوجدان، على بناء الفعلان؛ لأنه مثال ضده، وهو النشدان، يقال: نشدت الضالة، إذا طلبتها، وسألت عنها نشدانا، فلما وجدوها قالوا: وجدتها وجدانا، فلما صار مصدره موافق لبناء النشدان؛ استدل على أن وجدت ههنا إنما هو للضالة خاصة. ومن ذلك قولهم: وجدت وجدا في الحزن، على وزن فعل؛ لأنه مثل نظيره في المعنى، وهو الغم والهم والكرب، وصار ذلك فرقا بينه وبين الوجدان
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه الجزء : 1 صفحة : 187