اسم الکتاب : سنن الدارمي - ت الغمري المؤلف : الدارمي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 17
فهل ما قام به أخونا هذا من الأمانة العلمية والتحقيق الدقيق في شيء؟!.
تستعجب حين تراه يضع ما سقط من الأصول بين حاصرتين، وما زاده هو وعدله لا يشير إليه ولا ينبه عليه.
- ومن ذلك زيادته في حديث كراهية رفع البصر إلى السماء في الصلاة: عن جابر بن سمرة قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد وقد رفعوا أبصارهم في الصلاة. . . زاد في متنه: إلى السماء، وليست ثابتة في الأصول ولا إتحاف المهرة.
- ومن ذلك زيادته جملة من الحديث هي موجودة في أول المتن زادها هو في آخره، باب فضل التهجير إلى الجمعة من حديث أبي هريرة قال: المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثمَّ كالمهدي بقرة، ثمَّ كالمهدي شاة، ثمَّ كالمهدي بطة، ثمَّ كالمهدي دجاجة، ثمَّ كالمهدي بيضة انتهى الحديث في جميع الأصول، زاد في متن مطبوعته بين حاصرتين منبها في الحاشية على سقوطها: فإذا جلس الإمام على المنبر طويت الصحف، وجلسوا يستمعون، وهذه الجملة موجودة في أول حديث أبي هريرة، فبزيادته له أصبحت مكررة في أول الحديث وآخره!
- ومن ذلك زيادته في حديث الهجرة من السير: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية". انتهى لفظ الحديث في الأصول، زيد في المطبوعة تبعًا لنسخة الشيخ صديق المحشاة بما ليس من الأصول: وإذا استنفرتم فانفروا.
- ومن ذلك زيادته في متن حديث عمران بن حصين: ما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أمرنا بالصدقة انتهى لفظ الحديث، زاد في طبعته: ونهانا عن المثلة.
يقول الفقير خادمه: ولئن جاز لنا زيادة هذه اللفظة ما كان ينبغي لنا زيادتها حين اقتصر المصنف على الشاهد، فكيف وهي لم ترد في حديث عمران بن حصين؟ إنما هي في حديث الحسن، عن سمرة، فأتت محققنا هذه الدقيقة وهو الخبير بالأسانيد ومتونها، ثمَّ إن كتب السنة مليئة بالأحاديث المختصرة ولا يمكن الحكم عليها دائما بأن باقي متونها قد سقط منها إلا بقرائن وشواهد، وهذا أمر يعرفه من له أدنى مسكة من علم المصطلح.
اسم الکتاب : سنن الدارمي - ت الغمري المؤلف : الدارمي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 17