responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 70
وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية, وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال"[1].
ويلفت النظر في هذا الموضوع أن غيرة ابن خلدون على الدين لم تمنعه من الاعتراف بالنتائج التي يتوصل إليها عقله وملاحظاته العلمية, حتى وإن كانت ذات صبغة مادية. ومن الأمثلة على ذلك ما سبق أن استشهدنا به من كلامه في نهاية بحثنا للفرض الأول, حيث يقول: "فالكل من عند الله، فلا بد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب, ومتمول".
2- يمكن ملاحظة تأثير العنصر العقلاني في كتاباته من التجائه إلى الاستقصاء العقلي بشكل واقعي, وليس بأسلوب أفلاطوني للتحقق من صحة المعلومات التاريخية. وتشتمل المقدمة على عدة أبحاث في هذا الموضوع, سنذكر منها أربعة:
استخدم ابن خلدون في بحث من بحوثه معيارا ديموغرافيا ليدحض رواية المؤرخ الإسلامي المسعودي الذي نقل دون تحقيق قصة جيش بني إسرائيل. فقد قال المسعودي: إن موسى -عليه السلام- قام بعدّ جيشه في الصحراء فوجده يتألف من ستمائة ألف جندي مع استبعاد الأطفال والشيوخ. وأبدى ابن خلدون دهشة كبيرة, إذ إنه إذا كانت كل الروايات التاريخية والدينية تقدر عدد اليهود الذين دخلوا مصر بسبعين, فكيف يمكن أن يتضاعف عددهم بهذا الشكل غير المعقول خلال إقامتهم في مصر فترة, لا تتعدى مائتين وعشرين سنة؟
لجأ ابن خلدون في بحث ثانٍ إلى معرفته السابقة بالحملات العسكرية؛ ليعلن شكه في إمكان قيام جيش قوي كبير مثل جيش التبابعة ملوك اليمن بعبور المساحات الشاسعة التي تمتد من اليمن إلى شمال غرب إفريقيا دون أن يتقابل, أو يلتحم في طريقه بقوى معادية على الأقل للحصول على المؤن اللازمة.
وفي بحث ثالث استعمل ابن خلدون أسلوب البحث الجغرافي؛ ليفند الأساطير الشائعة عن وجود ما يسمى بوادي الرمل في المغرب, يعجز الإنسان عن اختراقه

[1] المقدمة, طبعة وافي، صفحة 1037.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست