responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 276
وتبدلها الدائمين إلى خلق الطبيعة والإنسان والمجتمع الإنساني. ويلعب هذا الأخير في رأيه دور "الوجود الخارجي" لهذه "الفكرة المطلقة" المؤلهة.
هذا الغلاف المثالي, أو المذهب المثالي كما يسميه البعض لم يمنع القوانين الثلاثة للجدل التي وضعها هيجل من أن تلعب دورها كاملا في تطوير الفكر الفلسفي, وإرساء أساس قوي للمنهج الجدلي. يقول ماركس في ذلك: "إن الإطار المثالي الذي غلف الجدل الهيجلي لم يمنع هذا الرجل مطلقا من أن يكون أول من عرض الصورة العامة للجدل بطريقة واعية, وشاملة"[1].
ونظرا للعلاقة الوثيقة لهذا الأسلوب الفكري بمثيله لدى ماركس, سنشير إلى أوجه التشابه والاختلاف بينهما دون انتظار لدراسة المنهج الجدلي المادي في المبحث التالي. لقد كان هيجل يوحد بين المنهج الجدلي ومذهبه المثالي, ويربط بينهما برباط وثيق يعبر عنه بقوله: "إن المنهج لا ينفصل عن موضوعه، إنه المضمون في ذاته وما يكمن في هذا المضمون من جدل هو الذي يحركه"[2].
على العكس من ذلك, نجد أن ماركس نزع الغلاف المثالي ثم وحّد بين المنهج الجدلي, ومذهبه المادي معتبرا أنهما يشكلان معا وحدة عضوية لا تنفصم. وقد تأثر مذهبه من الناحية الفلسفية بكتابات أحد أتباع هيجل الآخرين, وهو لودقيج فويرباخ الذي انتقد فلسفة هيجل المثالية, وتبنى موقفا ماديا يدافع عن أولوية المادة وثانوية الوعي.
أما فويرباخ[3], فإنه خلافا لمثالية مذهب هيجل، احتل الإنسان

[1] K. Marx, Capital "A Critical Analysis of Capitalist Production", Vol. I, Moscow 1965, first Publ. 1867, p. 20,
المادية الديالكتيكية، تأليف جماعة من العلماء السوفيت، مرجع سابق، ص43، 44.
[2] G. W. F. Hegel, Greater Logic, Vol. I, p. 65.
استشهد به إمام عبد الفتاح، المنهج الجدلي عند هيجل، مرجع سابق، ص330.
[3] المادية الديالكتيكية، مرجع سابق، ص44، 45.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست