responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 275
تشوه وتفسد السير الواقعي للتطور ... في الطبيعة والمجتمع"[1].
لتفصيل ذلك نقول: إن هيجل يعود إليه الفضل الأكبر في صياغة قوانين الجدل الثلاثة الأساسية, وهي الانتقال من التغيرات الكمية إلى التحولات الكيفية، والتناقض وصراع الأضداد، ونفي النفي. ويمثل ذلك الإنجاز الكبير خطوة واسعة على طريق الفكر الفلسفي, أدت إلى تصدع المنهج الميتافيزيقي السائد آنذاك.
إن المقصود بالقول بأن هيجل وضع قوانين الجدل الثلاثة بأسلوب مثالي, هو أنه كفيلسوف كانت له نظرة معينة إلى الكون تقوم على أساس مثالي. وجوهر تلك النظرة أو المذهب الهيجلي هو ما أسماه "الفكرة المطلقة" بمعنى وحدة الفكرة النظرية والعملية التي تجمع في جوفها فكرة الحياة, وفكرة المعرفة. فهي إذًا الصورة الخالصة للفكرة والخالصة للعقل، وهي حين تتأمل مضمونها فإنها لا تتأمل في الوقت نفسه إلا ذاتها فحسب، ويفسر برتراند راسل تلك الفكرة المطلقة بأنها "الفكر المجرد الذي يفكر في ذاته, أي: في الفكر المجرد". هذه الوحدة بين الاثنين يراها هيجل على أنها "المطلق وكل الحقيقة، والفكرة التي تعقل ذاتها"[2].
أما الماركسيون فيرون أن نقطة الانطلاق في فلسفة هيجل هي "الفكرة المطلقة" التي وجدت قبل الطبيعة ومستقلة عنها. وقد وجهوا نقدهم إلى تلك المقولة على أساس أنها ليست سوى تأليه للوعي الإنساني الذي فصله هيجل عن المادة والطبيعة, وجعله مواجها لهما كقوة مبدعة عليا لكل ما هو موجود. إلا أن هيجل وضع تلك الفكرة في إطار جدلي, فاعتبر أنها تؤدي من خلال تطورها

[1] V. Lenin, "Marx, Engels, Marxism", p. 20.
استشهد به إمام عبد الفتاح إمام، المنهج الجدلي عند هيجل، القاهرة 1969، ص316.
[2] المصدر السابق، ص311، Cf., B. Russel, History ... , p. 705.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست