اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 268
من نسج الخيال, وإنما مستخلصة من الاحتكاك المتكرر للإنسان بالطبيعة. فالطبيعة هي التي جعلت الإنسان منطقيا, وعلّمته أنه لا يستطيع أن يفعل ما يشاء.
يتناقض المنهج الميتافيزيقي مع المنهج الجدلي، ويمكن تلخيص أهم أوجه التناقض من وجهة النظر الماركسية فيما يلي:
- المنهج الميتافيزيقي يجهل أو ينكر واقع الحركة والتغير، وإنكار الحركة -كما يقول إنجلز- يولد عادة سيئة هي النظر إلى الأشياء الطبيعية والعمليات الحادثة بشكل منفصل لا يلاحظ ارتباطاتها مع الكل الكبير، وكذلك النظر إليها في سكونها وموتها وليس في حركتها وحياتها. أما الجهل بالتغير فمعناه ثبوت الذات، ومنهما تنبثق الأكذوبة الشائعة: "لا جديد تحت الشمس".
كتطبيق مبسط، يرى الميتافيزيقي مثلا أن الرأسمالية نظام أبدي تماما كما كان الفلاسفة الميتافيزيقيون في العصور الوسطى يبشرون بأبدية الرق, واستغلال الأقنان في ظل النظام الإقطاعي.
وثبوت الذات الذي أشرنا إليه هو الذي كان المنطق التقليدي، والمسمى بالمنطق الصوري، يعبر عنه بمبدأ الذاتية أي: الشيء هو نفسه؛ فالنبات هو النبات والحيوان هو الحيوان والحياة هي الحياة والموت هو الموت, ويضع المناطقة هذا المبدأ في صيغة"أ" هي "أ"[1].
- المنهج الميتافيزيقي يفصل فصلا تعسفيا بين ما لا ينفصل في مجال الواقع. فالشيء إما أن يكون هذا أو ذاك, ولا يمكن أن يكون هذا وذاك في نفس [1] المبادئ الأساسية للفلسفة، مرجع سابق، ص29، 30، 38.
V. Afanasyev, Marxist Philosophy, op. cit., 15, F. Engels, Anti-Duhring, op. cit., p. 34, F, Engels, Dialectics of Nature, Quoted by H. Selsam, H. Martel, Reader in Marxist Philosophy, New York 1963, pp. 114, 115.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 268