responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 267
بينما الطبيعة حركة[1].
أطلق هيجل على المنهج القديم للفكر والبحث اسم "المنهج الميتافيزيقي". وقد التمست الماركسية العذر لتخلف ذلك المنهج بسبب تخلف العلوم, والظروف الاجتماعية في ذلك الوقت.
فعلم الطبيعة في فجر العلوم كان لا بد أولا أن يتعرف على الأنواع الحية, وأن يصنفها, فالنبات ليس حيوانا والحيوان ليس نباتا، كذلك الفصل جيدا بين الحرارة والضوء ... إلخ؛ خشية الخلط بينها. هكذا ظل العلم فترة طويلة عاجزا عن تحليل الحركة؛ ومن ثم أعطى الأهمية الكبرى للسكون.
وعندما نجحت الدراسة العملية للحركة على يد جاليلو وديكارت, كان ذلك إيذانا بتحولات تدريجية كبيرة في العلوم الطبيعية وفي الإدراك؛ مما أدى إلى تهاوي الإطارات الميتافيزيقية. في ذلك يقول إنجلز:
"عندما تقدمت "دراسة الطبيعة" إلى حيث أصبح التقدم الحاسم ممكنا، وهو الانتقال إلى الدراسة المنسقة للتحولات التي تطرأ على الأشياء في الطبيعة نفسها، أذن التاريخ في هذه اللحظة بنهاية الميتافيزيقا القديمة في مجال الفلسفة"[2].
هكذا لم تكن العلوم لتستطيع في بدايتها إلا أن تستخدم منهجا ميتافيزيقيا, وهو المنهج الذي عممه الفلاسفة اليونان -وخاصة أرسطو- بأن وضعوا عددا معينا من القواعد الكلية, يجب على الفكر أن يتبعها في كل الظروف؛ ليأمن الخطأ، وأطلقوا اسم المنطق على مجموع هذه القواعد.
فموضوع المنطق -كما سبقت الإشارة- هو دراسة المبادئ والقواعد التي يجب أن يتبعها الفكر في بحثه عن الحقيقة. هذه الأسس والقواعد ليست

[1] lbid., p. 15, Friedrich Engels, Anti-Duhring Herr-Eugen Duhrings Revolution in Science, Moscow 1954, p. 34.
[2] المبادئ الأساسية للفلسفة، مرجع سابق، ص32،
F. Engels, "Ludwig Feuerbach and the End of Classical German Philosophy", op. cit., p. 387.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست