responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 236
أخرى يجب أن يشتمل البناء الفكري على معتقدات تدور حول قيم حتى يمكن القول بوجود أيديولوجية، وهو ما يعني في هذه الحالة الثانية أن الأيديولوجيات معيارية دائما -على الأقل في جانب منها- أي: إنها تعكس أو توحي بمفاهيم حول "ما يجب أن يكون"[1].
يطلق اصطلاح أيديولوجية أحيانا على أية مجموعة من المعتقدات تدور حول "ما يجب أن يكون" بشرط أن تكون تلك المعتقدات متماسكة ومترابطة منطقيا، وبالتالي فإنه يمكن إطلاق هذا الاصطلاح على أي بناء فكري ذي صفة معيارية، هذا ويرتبط الإيمان بمجموعة من القيم عادة بالاستعداد لتقبل بعض فروض وصفية ذات طابع نسبي.
فهؤلاء الذين يؤمنون بالأيديولوجية الليبرالية مثلا يؤكدون -من منطلق أنها قيمة من القيم- أن شخصية الإنسان جديرة بالتبجيل, وأن كرامته يجب أن تصان وتحترم. في نفس الوقت يعتقدون أن البشر قادرون من الناحية الواقعية على حكم أنفسهم ديمقراطيا, وأن الحكومة الديمقراطية غالبا ما تحترم الفرد وتحافظ على كرامته. بمعنى آخر, فإن قبول الناس للخضوع لنظام ديمقراطي مشروط بتحقيق قيمة من القيم.
أما الماركسيون فينتقدون القيم الرأسمالية للحكم، على أساس أن العبرة بالأفعال وليس بالأقوال, إذ ما فائدة النصوص الدستورية أو الشعارات التي تتحدث كثيرا عن احترم الفرد, وصون كرامته إذا لم تكفل حرية التعبير عن الرأي, وفقا للمفهوم الليبرالي؟ إن الاغتيالات التي يتعرض لها زعماء حركة الحقوق المدنية, والمعاملة التي لقيها المعارضون لحرب فيتنام لا يمكن بحال أن تنهض كأدلة على احترام النظم السياسية الليبرالية للفرد أو صيانة كرامته. تلك هي بعض التفسيرات التي يسوقها الماركسيون لأسباب الفشل في تحقيق القيم

[1] Dyke, pp. 172, 173.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست