responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 235
ثم يصل النقد أقصاه بتعرية الادعاء بإمكان وجود موضوعية كاملة في البحث العلمي, وعدم تأثر الباحث بأية اعتبارات بيئية أو قيم ذاتية. ففي الواقع العملي يقوم علماء السياسة باختيار وتنظيم المادة التي يستعملونها في بحوثهم أو محاضراتهم. وهم يحتاجون من أجل ذلك إلى إجراء عمليات انتقاء حقيقة ما دون حقيقة أخرى, أو شكل تنظيمي معين دون شكل آخر, أو خطة بحث دون أخرى وهكذا. قد تكون عملية الانتقاء عشوائية, ولكنها في الأغلب الأعم ليست كذلك, وإنما تحكمها معايير يأخذ بها كل باحث[1].
وقد عبر عالم آخر عن ذلك بقوله: إنه رغم المطالبة ببحوث محايدة, أو خالية من القيم فإن عدم وجود معيار متفق عليه لاختيار الموضوعات الهامة للدراسة يدفع العلماء إلى اختيار موضوعات أخرى تتفق مع مصالحهم الخاصة، واختيار المتغيرات التي يدرسونها من تلك الموضوعات.
"وإذا كنا عاجزين عن تنحية قيمنا جانبا بشكل كامل في اختيار ما ندرس, فإن ذلك يبرز نقدا هاما هو أن التفرقة بين الحقائق والقيم تتناقض مع تجربتنا الذاتية"[2].
إذا انتقلنا لكلمة أيديولوجية نفسها، فقد نستطيع فهم معانيها إذا تذكرنا أن للناس معتقدات حول ما يمكن اعتباره حقائق وقيما. فهم يعتقدون أن بعض التعبيرات, أو الفروض تمثل أوصافا صادقة للواقع الحي، كما يعتقدون أن هناك تعبيرات وفروضا أخرى تشير إلى ما هو حسن وحقيقي وعادل. أي: إنهم يحتفظون بمعتقدات حول ما هو قائم فعلا، وحول ما يجب أن يكون.
فمن ناحية، لا يمكن تسمية المعتقدات التي تقتصر على الواقع بالأيديولوجية, وهو ما يعني أن تلك الأخيرة لا يمكن أن تكون وصفية خالصة. من ناحية

[1] انظر المقدمة أعلاه.
[2] STEPLMEN L. WASBY, POLITICAL SCIENCE, OP. CIT., P. 28.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست