اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 144
يقول كامي في روايته أسطورة سيسيفوس: "إنه ليس ثمة سوى مشكلة فلسفية واحدة يمكن أن تعد جدية بحق، وتلك هي مشكلة الانتحار, ولو استطعنا أن نحكم ما إذا كانت الحياة جديرة بأن تعاش أم لا، فقد أجبنا على المشكلة الرئيسية في الفلسفة"[1]. [1] A. Camus, Le Mythe de Sisyphe, op. cit., p. 15,
أورد النص الدكتور زكريا إبراهيم، مشكلة الفلسفة، مرجع سابق، ص65، ريجيس جولفيه، المذاهب الوجودية، مرجع سابق، ص8، 66، كذلك انظر المقدمة أعلاه ص14.
أهم أوجه نقد الوجودية:
تعرضت الفلسفة الوجودية للنقد من عدة تيارات فلسفية أخرى, نخص منها بالذكر التيار التقليدي المعاصر والماركسية. فالتيار التقليدي المعاصر يرى في الوجودية فلسفة لا تدرس سوى الإنسان المحسوس الذي يجمع بين عناصر لا يسهل فصل بعضها عن بعض، وهي: الجسم والنفس والشعور والعالم الخارجي والأنا والآخرون.
تهتم الوجودية بالحياة الخاصة للإنسان, والمواقف التي يجد نفسه إزاءها, ولكنها لا تستطيع أن ترقى إلى دائرة وجودها الإنساني؛ لأن تجاوز الوجود الذاتي يتنافى مع أدق خصائصها وهو التقيد بدراسة الوجود الخاص.
وخلافا للفلسفة التقليدية التي نظرت إلى الوجود على أنه روح ومادة أو عقل وجسم، فإن الوجودية قد تجاوزت هذه الثنائية بمقولتها: إن ما يظهر من الشيء هو حقيقته. وينتقد التيار المعاصر ذلك الموقف على أساس أنه وإن كان قد وفر على الوجودية مشقة التوفيق بين القطبين الأزليين, إلا أنها ناءت بتفسير الكثير من ظواهر الوجود, وأخطأها فهم الكثير من مشكلاته.
هذا علاوة على أن إغراقها في الفردية على حساب مصالح المجتمع لم يؤد بالإنسان إلى تمتعه بحريته التي بشرت بها, وإنما انتهت دراستها إلى
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 144