responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديكارت مبادئ الفلسفة المؤلف : عثمان أمين    الجزء : 1  صفحة : 71
الخطأ بدلا من الصواب، حين استعملناها استعمالا حسنا[1]. ولهذا الاعتبار وحده قلصنا من ذلك الشك المسرف الذي كنا فيه حين كنا لا نعلم بعد إن كان خالقنا لا يرضيه أن يخلقنا بحيث نضل في جميع الأشياء التي تبدو لنا واضحة جدا. وهذا الاعتبار يجب أن ينفعنا كذلك في دفع جميع الأسباب الأخرى التي كانت تدعونا إلى الشك والتي ذكرناها فيما تقدم؛ وحتى الحقائق الرياضية لن تكون موضع شبهة عندنا؛ لأنها بديهية جدا. وإذا أدركنا شيئا بحواسنا في يقظتنا أو في منامنا[2], فمن الميسور لنا أن نكشف عن الحق، على شريطة أن نفرق بين ما يكون واضحا ومتميزا في المعرفة التي لدينا عن ذلك الشيء، وبين ما يكون غامضا ومبهما[3]. ولا حاجة إلى التوسع في هذا الموضوع هنا؛ لأنني قد تناولته بإفاضة في تأملاتي الميتافيزيقية، وما سأورده قريبا سيكون فيه زيادة إيضاح.
31- في أن أخطاءنا بالنسبة إلى الله ليست إلا أسلوبا, ولكنها بالنسبة إلينا حرمان وعيب 4

[1] يقول ديكارت في ردوده على الاعتراضات الأولى: "متى وقع في فكرنا أننا تصورنا حقيقة من الحقائق في وضوح، رأينا أنفسنا ميالين ميلا فطريا إلى التصديق بها".
[2] نرى هنا أن ديكارت قد استطاع أن يتخلص من هذه الصعوبة المتمثلة في أوهام الأحلام "قارن المادة الرابعة"، وهو الآن مالك لمعيار للحقيقة كشف له الكوجيتو عنه, وهو أن ما يميز بين الفكرة الحقيقية والفكرة الزائفة إنما هو وضوحها وتميزها.
[3] هنا كل منهج ديكارت: التفرقة في كل شيء بين ما هو واضح ومتميز، وبين ما هو غامض ومبهم، ثم الاعتقاد بحقيقة ما هو واضح، والشك فيما هو غامض. ومن الميسور أن نرى الفيزيقا الديكارتية قد خرجت كلها من هذا المبدأ، والتمثلات الحسية التي تكون لدينا من الأشياء الخارجية غامضة ومبهمه, ولكنها تنحل كلها إلى معانٍ واضحة متميزة، أي: إلى أشكال وامتداد وحركات. والامتداد والحركة شيئان واضحان؛ ولذلك فهما الشيئان الحقيقيين أو الشيئان الواقعيان في الأشياء الخارجية، والعالم عبارة عن ميكانيكا هندسية، كل شيء فيه يتم ويفسر "بالشكل والحركة".
4 الساب مجرد خلو. أما الحرمان فهو خلو الكائن من صفة تبدو من لوازم طبيعته، ولكن هذه التفرقة لا قيمة لها إلا من وجهة النظر الإنسانية. والحقيقة أن الله وحده هو الحاكم فيما يجب أن يكون للمخلوق من صفات أو لا يكون.
اسم الکتاب : ديكارت مبادئ الفلسفة المؤلف : عثمان أمين    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست