اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 123
الفصل الأول في مَاهِيَّةِ الأَبَارِ
الأَبَارُ هو الرصاص الروى الأسود، وبعضهم إنما يسمِّى هذا الرصاص أباراً إذا أُحرق. وشياف [1] الأَبَار هو المنسوب إلى هذا الرصاص المحرَّق، وهذا الرصاص يذوب بالنار، فإذا برد انعقد. وإنما يكون كذلك [2] إذا كان انعقاده على سبيل الجمود بالبرد، وإنما يكون كذلك، إذا كانت مادته مائية.
وإذا ذاب الرصاص، فإن ذوبه [3] يكون - لامحالة - ذا قوامٍ ليس كقوام الماء وإنما يكون ذلك إذا كانت مائيته مخالطة للأرضية، حتى تكون تلك الأرضيةُ تحدث له إذا ذاب غلظاً فى القوام.
فلذلك، جوهرُ الرصاص لابد وأن تكون [4] فيه مائية وأرضية، ولأنه قابلٌ للانطراق [5] كثيراً، ففيه - لامحالة - جوهرٌ دهنىٌّ. ولولا هذه الدهنية، لكان الرصاص ينكسر عند الطرق، كما فى الأحجار. ولذلك، لابد وأن يكون فى جوهر الرصاص، مع المائية والأرضية: دهنية.
وجوهرُ الدهن، كما بينَّاه فيما سلف [6] ، إنما يتحقَّق من جوهرٍ أرضىٍّ [1] الشياف (الجمع: شيافات) دواءُ العين. [2] هـ، ن. [3] هكذا في المخطوطتين، والمشهور: ذوبانه. [4] :. يكون. [5] يقصد: الطرق! [6] يشير المؤلِّلف هنا، إلى أحد الأجزاء المفقودة - حالياً - من الشامل.
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 123