اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 124
لطيف، وجوهرٍ مائىٍّ قليل، وجوهرٍ هوائى. فإذن [1] ، لابد وأن يكون فى جوهر الرصاص: هوائيةٌ.
ولأن جرم الرصاص كثيفٌ، فأجزاؤه - لامحالة - ملزَّزة [2] . وهو أيضاً رزينٌ، فهذه الهوائيةُ فيه يسيرةٌ جداً، إذ لو كانت هذه الهوائية فى الرصاص كثيرةٌ لكان يكون خفيفاً، وليس كذلك.
ومائيته لابد وأن تكون ملازمة الأرضية، وإلا سخن [3] ، خاصةً عند ملاقاة [4] النار له. فكذلك، لابد وأن تكون [5] أجزاؤه المائية والأرضية متلازمةً. ولابد أن يكون تلازُمها أقل جداً من تلازم أجزاء الحديد [6] والنحاس فضلاً عن الذهب والفضة. وذلك لأن الرصاص ينقص [7] إذا كُرِّر ذوبه بالنار نقصاناً كثيراً، ولا كذلك النحاس. وأما الذهب، فلا ينقص البتة [8] .
ونقول أيضاً: إن جوهر الرصاص، إنما تركَّب من هذه الأجزاء، بأن تصير هذه الأجزاء أولاً زئبقاً وكبريتاً. ثم منها يتركَّب جوهرُ الرصاص. وهذا قد بيَّنَّاه فيما سلف، فى كلامنا الكلى فى الأدوية [9] . [1] :. اذا. [2] اللزز في اللغة: الشدة والالتصاق. يُقال: ولزَّ به الشىء؛ أي لصق به (لسان العرب 362/1) والمراد باللزز هنا: تماسك القوام. [3] :. سخر! [4] :. ملاقات. [5] :. يكون. [6] ، الجديد. [7] ن:: فينقص. [8] العبارة مكررة بالقلم المغربي في هامش هـ، مسبوقة بكلمة انظر. [9] يظهر من إشارة العلاء (ابن النفيس) هنا، أن الجزء الأول من الفن الثالث من كتاب الشامل كان موضوعه: الكلام الكُلِّلى في الأدوية والأغذية.
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 124