responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 523
فِي آلَات التنفس وَالَّذِي يَنْقَطِع بِسُكُون يسير ثمَّ يتنفس وَهُوَ المتضاعف كَنَفس الباكي يكون إِمَّا لتشنج فِي آلَات النَّفس وَإِمَّا لأجل حرارة كَثِيرَة تضطر العليل إِلَى شدَّة المتواترة فِي إِدْخَال النَّفس وإخراجه فَأَما تَعْطِيل النَّفس وَهُوَ الَّذِي يبلغ من صغره أَلا يلْحقهُ الْحس فَهُوَ من عِلّة تحدث فِي قَالَ التنفس الَّذِي ينبسط فِيهِ الصَّدْر كُله إِذا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون فِي الرية خلط غليظ أَو مُدَّة حواليها أَو فِي قصبتها وَحِينَئِذٍ فافصل بَين هذَيْن فَإِن النَّفس الَّذِي مَعَه تحير يدل على أَن الَّذِي فِي الرية رطوبات فَإِنَّهُ مِنْهَا فِي قصبتها وَالَّذِي بِلَا تحير يدل على ورم لم ينضج فِي الرية أَو حواليها خَارِجا عَنْهَا أَو رطوبات حولهَا خَارِجا وَإِذا حدث مثل هَذَا التنفس بَغْتَة فَاعْلَم أَنه قد سَالَ إِلَى الرية من الرَّأْس أَو من غير مَادَّة وَأما إِن كَانَ مَعَه قبل ذَلِك ذَات جنب فَلم تستنق جيدا فَاعْلَم أَن ذَلِك مُدَّة. الأولى من سوء التنفس قَالَ التنفس مركب من إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه من سكونين أَحدهمَا بعد إِدْخَال الْهَوَاء وَهُوَ أَصْغَر وَالْآخر بعد إِخْرَاجه وَهُوَ أطول بكمية قَالَ والتنفس المعتدل هُوَ الَّذِي يحفظ أجزاؤه هَذِه يلمد فِيهِ الْخَاص فِي الكمية)
والكيفية قَالَ وَالْخُرُوج عَن الِاعْتِدَال يلْزم الحركتين أَعنِي دُخُول الْهَوَاء وَخُرُوجه فِي الكمية والكيفية لِأَن الْحَرَكَة مركبة من مِقْدَار الْمسَافَة الَّتِي فِيهَا تكون وَمن مِقْدَار الزَّمَان فَأَما السّكُون فَهُوَ وَاحِد للبسط وَلذَلِك إِنَّمَا هُوَ اعتداله وَخُرُوجه عَن الِاعْتِدَال فِي الكمية أَعنِي فِي مِقْدَار الزَّمَان الَّذِي فِيهِ يكون قَالَ فيخص من هَاهُنَا أَن أَصْنَاف سوء المزاج البسيطة سِتَّة السَّرِيع والبطيء والعظيم وَالصَّغِير والمتفاوت والمتواتر قَالَ وَنحن قَائِلُونَ فِي تَعْرِيف هَذِه ثمَّ فِي أَسبَابهَا ثمَّ نقُول فِي المركبة قَالَ السرعة والبطء والعظم والصغر تقال فِي الحركتين أَعنِي فِي إِدْخَال الْهَوَاء إِلَى دَاخل وَفِي إِخْرَاجه فَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل هَوَاء كثيرا وينبسط الصَّدْر فِي مَسَافَة طَوِيلَة عَظِيما وَإِذا كَانَ بالضد صَغِيرا وَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل الْهَوَاء فِي زمن قصير ويخرجه فِي زمن قصير وَإِذا كَانَ يدْخلهُ فِي زمن طَوِيل بطيئاً قَالَ وَأما التَّفَاوُت والتواتر فيقالان فِي ألف ألف السكونين الَّذين قبل الانبساط وَالَّذِي قبل الانقباض قَالَ وَأما أَنْيَاب التنفس فَإِنَّمَا يُؤْخَذ من الْأَشْيَاء الفاعلة لَهَا قَالَ وَهِي ثَلَاثَة الْقُوَّة الفاعلة للنَّفس والآلة الَّتِي يكون بهَا وَالْحَاجة الَّتِي لَهَا يكون قَالَ مَتى كَانَت هَذِه الثَّلَاثَة بِالْحَال المعتدلة للحيوان كَانَ النَّفس طبيعياً معتدلاً وَمَتى حدث فِي شَيْء من هَذِه حَادث فَلَا بُد أَن يعرض فِي النَّفس ضَرَر من أجل ذَلِك الْحَادِث بِقدر عظم الْحَادِث وصغره.

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 523
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست