responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 456
وَانْقِطَاع الصَّوْت يتبع أَشْيَاء كَثِيرَة فَرُبمَا كَانَ من نَوَازِل وَقد يكون لقرحة فِي الرية وَقد يكون لصياح شَدِيد وَرُبمَا كَانَ من استنشاق هَوَاء بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت يكون إِذا ابتلت آلَات الصَّوْت بالرطوبة ابتلالاً عنيفاً يعسر انقلاعها والبّحة تكون إِذا كَانَ ذَلِك نَاقِصا قَالَ وَانْقِطَاع الصَّوْت من كَثْرَة الصياح هُوَ شَبيه بالأعياء يعرض للإعضاء وَينْتَفع بالاستحمام كنفع سَائِر الْأَعْضَاء وتوضع بعد ذَلِك فِي الْفَم الْأَدْوِيَة الملينة كالشراب الحلو والصمغ والسوس فَإِن هَذِه تحلّل هَذَا الورم الْحَادِث فِي قَصَبَة الرية من أجل الصياح وَاجعَل أطعمتهم من ذَلِك الحسى وَيَنْبَغِي أَن يحْتَمل العليل السعال وَلَا يتشاغل ويبلع مَا يذوب أَولا فأولاً وينام على قَفاهُ لينزل مِنْهُ شَيْء كثير فِي قَصَبَة الرية وَلَا يتم برْء هَؤُلَاءِ حَتَّى يستعملوا الْأَدْوِيَة الجالية.
وَيجب أَن يعالج الصَّوْت الذَّاهِب من صياح أَولا بالأغذية اللينة فَإِذا خف ذَلِك داويتها بِمَا يجلو جلاءً وسطا فَإِذا كَانَ تَأَخره نقلته إِلَى المحلّلات على ألف ألف قد ربّح حَتَّى يبلع من المحلّلات القوية إِن احتجت إِلَيْهَا وَمن المماسة الأطرية وَاللَّبن وَالْبيض والصنوبر وبزرالكتان ويحرز فِي ذَلِك الْوَقْت الشَّرَاب ثمَّ يشرب إِذا خف الورم لي نقُول إِن الصَّوْت إِذا انْقَطع من شدَّة الصياح فَإِنَّهُ يحدث فِي قَصَبَة الرية ورم من شدَّة كدّها فَإِذا خف الورم فليشربوا لاشراب الحلو)
وينفع فِي هَذَا الْوَقْت السّمن والحسا الْمُتَّخذ باللوز وَاللَّبن وَالْعَسَل والنشا والسميد فَإِن ذَلِك الورم حب جيد لانْقِطَاع الصَّوْت كثيرا وصمغ عَرَبِيّ من كل وَاحِد سنة زعفران وَاحِد كندر رب السوس وَاحِد وَنصف فلفل أَبيض خَمْسُونَ حَبَّة لحم التَّمْر السمين ثَلَاثَة ينقع الكثيرا فِي عقيد الْعِنَب حَتَّى ينْحل وَيجمع الْجَمِيع حبا كالباقلي وتوضع تَحت اللِّسَان. ارطاميدس فِي تخشين الصَّوْت قَالَ من أَصَابَهُ ارتعاش فِي صَوته فأمّره أَن يدع الصَّوْت شهرا ويقلل الْكَلَام ثمَّ مره أَن يتَغَنَّى وَهُوَ مستلق بِالْغنَاءِ السَّاكِن الْهَادِي ثمَّ أبعد حَتَّى يرجع إِلَى عَادَته وغذّه بِمَا يقوى جَنْبَيْهِ كأكارع النحري والكراث الشَّامي والكشك وعصارة البصل وأدمغة الحملان والصنوبر وَالْعِنَب وَأدْخلهُ الْحمام بعد الْغذَاء ورضّه قبل ذَلِك رياضة وسطا وأدلك رَأسه دلكا شَدِيدا إِلَى أشمل حالاته.

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 456
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست