responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 457
دَوَاء للصوت الخشن قَالَ خشونة الصَّوْت تعرض من الْبرد وإدامة الترنم وَيجب لصَاحبه أَن يهجر المالح والحامض وَالشرَاب أَيَّامًا وَقَالَ وَخذ مَاء رمانة رقيقَة القشر فاجعلها فِي رماد حَار فِيهِ جمر فَإِذا لانت فاقلع قمعا وَسطهَا بخلال حَتَّى يصير مَا فِيهَا مثل الْعَجِين وَاجعَل فِيهَا عسلاً وأحسها أَو خُذ خَبرا يَابسا واسحقه واجعله بِاللَّبنِ حسا فَإِنَّهُ نَافِع للصوت والزكام والنوازل أَو خُذ كراثاً شامياً فاسلقه بِمَاء نعما فَإِذا لَان ونضج فصبّ عَلَيْهِ عسلا وأغله حَتَّى يغلظ ويلعق فَإِنَّهُ جيد للبحح. ولبحوحة يذهب بهَا ينفع الحمص فِي المَاء حَتَّى يلتزق وألق على الحمص وَهُوَ صَحِيح عسلاً ومره فليبلع مِنْهُ ثَلَاث حبات أَو أَرْبعا وَلَا يشرب عَلَيْهِمَا مَاء فَإِنَّهُ فِي غلظ الصَّوْت قَالَ هَذَا يكون كصوت الرصاص إِذا صك بعضه بَعْضًا مظلماً كدراً قَالَ يمشي صَاحبه فِي الصقيع وَيقْعد إِلَى مَوَاضِع عالية ويمسك بَغْتَة ويحضر ويسارع وَيدخل الْحمام ويدلك دلكا شَدِيدا يَابسا بخرق كتَّان وغذّه بأغذية ملطفّة كالمالح وَالشرَاب الْعَتِيق والخل الحاذق والفلفل قَالَ ودقة الصَّوْت هُوَ ضد هَذَا وجلّ مَا يعرض من السهر وَقد يعرض فِي الترنم بعد الطَّعَام وَالسَّبَب الْقوي فِيهِ هُوَ ضعف الصَّوْت وربّما كَانَ من استطلاق الْبَطن فليودع صَوته وَيلْزم الرّكُوب وَالْحمام بِالْغَدَاةِ والأغذية المعتدلة وَلَا يحمل على معدته فِي كميته وامنعه الباه والأطعمة الْيَابِسَة فَإِن صَوته يرجع إِلَيْهِ.
فِي الصَّوْت الحشن الصَّوْت الخشن ألف ألف يعرض لمن قطعت لهاته لِأَن هَؤُلَاءِ يَجدونَ عِنْد مبدء الصَّوْت دغدغة شَدِيدَة ويهيج بهم نخع وتنحنج وَلَا يصبرون على طول العياء حَتَّى تشتد حُلُوقهمْ بعد هنيئة فَخذ لهاؤلاء من عقيد الهنب وَالْعَسَل واطبخه حَتَّى يخرج رغوته)
ومرّخه بعد ذَلِك بِمَاء حَار وغرغره بِهِ واسقه مِنْهُ وَكلما عتق هَذَا الشَّرَاب كَانَ أَجود فَاسْتَكْثر مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع لجَمِيع أوجاع الْفَم وَالْحلق ويصفي الصَّوْت ويحسّنه وَيصْلح لأكْثر أدواء الصَّوْت.
قَالَ وَقصر النَّفس ضَرَر على الملحين فَيَنْبَغِي أَن يتدرج إِلَى تطويله فَإِن الْعَادة إِذا صادفت نفسا طَويلا بلغت بِهِ الْغَايَة وَإِن صادفت نفسا قَصِيرا زَادَت فِيهِ وَمر صَاحبه بالإحضار الْقَلِيل وَلَا يمعن فَإِنَّهُ إِن أمعن بَطل صَوته الْبَتَّةَ وليفعل ذَلِك بِالْغَدَاةِ والعشي وليطل الْمكْث فِي الْحمام وَيصب على رَأسه مَاء حاراً فِي الْحمام وليحتبس نَفسه مَتى مَشى فِيهِ فَإِذا خرج من الْحمام فليشرب شرابًا فَإِن الشَّرَاب يغذو الرّوح أَكثر من المَاء وَيشْرب بعد الْغذَاء أَيْضا شرابًا وليشرب شربات كبارًا بِنَفس وَاحِد وليتعاهد بعد ذَلِك امتساك النَّفس

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست