اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين الجزء : 1 صفحة : 704
المعبرين كَمَا قَالَ ابْن سِيرِين أحب الْأَخْذ من الْمَوْتَى وَلَا أعطيهم وَبِالْجُمْلَةِ كلما رأى الانسان ان مَيتا أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ خير مَا لم يكن ذَلِك الشَّيْء من جنس الْهَوَام اللوادغ وَأما الاعطاء من جَمِيع الْوُجُوه فَلَيْسَ بمحمود إِلَّا إِذا كَانَ يكرههُ وَهُوَ من جنس مَا تقدم فَهُوَ زَوَال هم وغم.
3 - (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء تتَعَلَّق بالموتى)
من رأى أَن مَيتا يرقص فَإِنَّهُ فرحان بِمَا هُوَ فِيهِ لِأَن الْمَوْت يضاد الْحَيَاة وأفعالها وَقَالَ آخَرُونَ جَمِيع مَا يَفْعَله الْمَيِّت من المكروهات كالملاهي وَغَيرهَا لَيْسَ بمحمود.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الأَصْل فِي رُؤْيا الْمَيِّت إِذا رؤى فِي الْمَنَام وَهُوَ يفعل شَيْئا حسنا فِيهِ صَلَاح فِي أَمر دينه ودنياه فَإِنَّهُ يحث الرَّائِي على فعل الْخَيْر.
وَإِذا رؤى أَنه يعْمل عملا سَيِّئًا فَإِنَّهُ ينهاه عَن فعل السَّيِّئَات وَتركهَا.
وَمن رأى أَنه يبْحَث عَن حَقِيقَة ميت فَإِنَّهُ يبْحَث عَن سيرته فِي حَال حَيَاته.
وَمن رأى أَن الْمَيِّت فِي مَكَان مُبْهَم ثمَّ انْتَعش وَقَامَ قَائِما وَرجعت الرّوح فِيهِ فَإِن الرَّائِي ينَال عزا وَحِكْمَة ومالا حَلَالا.
وَمن رأى أَنه يلقن الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يعظ وَيرجع أَقْوَامًا ضَالِّينَ عَن ضلالتهم.
وَمن رأى أَن ملقنا أَو غَيره نزل إِلَى حُفْرَة ميت فَإِنَّهُ يزنى.
وَمن رأى أَنه أَتَى حُفْرَة ميت فَوجدَ بهَا نَارا فَإِنَّهُ يدل على قبح عَم الرَّائِي وتحذيره وَرُبمَا كَانَ صَاحب الحفرة مرتكبا بِدعَة وضلالة وَكَذَلِكَ ان رأى فِيهَا شَيْئا من الْهَوَام.
وَمن رأى أَنه يفرق عِظَام الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يبْذل مَاله فِي غير مصْلحَته وَإِن رأى أَنه يجمعها فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة.
وَمن رأى أَن أحدا يعالج مَيتا فَإِنَّهُ يفتقده بِالصَّدَقَةِ.
وَمن رأى أَنه قد خرج من ميت شَيْء من الْأَشْيَاء كالبول وَالْغَائِط والقيح وَالدَّم والبصاق والبلغم وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ على وَجْهَيْن قيل لَا تَأْوِيل لَهُ لكَونه لَا يُمكن صُدُور ذَلِك مِنْهُ وَقيل يؤول لكل شَيْء من ذَلِك من معنى مَا تقدم وَيَجِيء على عقبه وَرُبمَا كَانَ بِنَوْع غير ذَلِك مِمَّا يرَاهُ المعبرون بفراسة فِي الْمَعْنى وَقَالَ آخَرُونَ غير ذَلِك وَتقدم أَنه إِذا رأى فِي حق الْمَيِّت مَا لَا يُمكن وُقُوعه مِنْهُ يعبر بالنظير أَو السمى أَو العقيب وَنَحْو ذَلِك.
وَمن رأى من الْأَمْوَات مَا يتعجب مِنْهُ فَإِنَّهُ حُصُول أَمر تتعجب النَّاس مِنْهُ.
وَمن رأى أَنه سكن بمَكَان كَانَ فِيهِ ميت فَإِنَّهُ يبلغ مبلغه من أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا وَمن رأى أَن مَكَانا سقط فَوق من بِهِ فجَاء الرَّائِي وكشف ذَلِك فَوَجَدَهُمْ أَمْوَاتًا فَإِنَّهُ يؤول على وُقُوع موت بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.)
(الْبَاب الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ)
(فِي رُؤْيا المدن والأمصار)
وهما بِمَعْنى وَاحِد وَلَكِن فيهمَا اخْتِلَاف عَن بعض الْعلمَاء وَأما فِي علم التَّعْبِير فَسَوَاء وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يدل على المصاحبة مَعَ التُّجَّار وَحُصُول الْخيرَات وَالْمَنَافِع مِنْهُم فِي الدّين وَالدُّنْيَا.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الطَّائِف فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الْأَسْفَار.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الْبَصْرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعلم والتفقه فِي الدّين.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة وَاسِط فَإِنَّهُ يدل على الْوَقار والديانة وَالتَّقوى.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الْكُوفَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع والمعيشة من الْأَهْل والأقارب.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة بَغْدَاد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنَافع من أَرْبَاب التِّجَارَة والأغنياء.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة حلوان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْفَوَائِد وَحسن الْمَعيشَة.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة اصفهان فَإِنَّهُ يدل على مصاحبة الأكابر.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة كرمان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نقص فِي مَاله بِسَبَب عِيَاله.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة دمشق فَإِنَّهُ يدل على سَعَة الأرزاق.
وَمن راى أَنه فِي مَدِينَة الْموصل فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء الْحَوَائِج وَحُصُول الْمَقَاصِد.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة حلب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع من ملك أَو من رجل جليل الْقدر.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة انطاكية فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فَائِدَة وَمَنْفَعَة.
وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة عكة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع من جِهَة السّفر.
اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين الجزء : 1 صفحة : 704