responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 22
ولو أن أهل السنة حموا أعراض علمائهم، وعرفوا لهم قدرهم، والتفوا حولهم لأمكن لهم أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه الصحيح، لكن لما خذل العالم من وراءه لم يستطع أن يقول شيئا.
وكم هو مؤسف أن بعض أهل البدع على النقيض من ذلك، بل تصل الحال بهم إلى أن يمنحوا شيوخهم وملاليهم وسادتهم نوعا من القداسة، ويسيرون خلفهم بشكل مرفوض.. هو في الحقيقة نوع من العبودية وذوبان التابع في المتبوع.
وهذا ديدن الفرق الباطنية عبر العصور حيث تربى أفرادها على منح قدر من " العصمة " لزعمائها وأئمتها.
وحتى المعتزلة الذين يتعاطون بضاعة " العقل "، ولا يكاد يوجد عندهم للعواطف مكان.. يقول أحد شعرائهم في شيخهم واصل بن عطاء [1] :
له خلف بحر الصين في كل بلدة ... إلى سوسة الأقصى وخلف البرابر
رجال دعاة لا يفل عزيمهم ... تهكم جبار.. ولا كيد ماكر
إذا قال مروا في الشتاء تسارعوا ... وإن جاء حر لم يخف شهر ناجر
هم أهل دين الله في كل بلدة ... وأرباب فتياها وعلم التشاجر
وأهل السنة أولى بأن يقدروا ويوقروا علماءهم ولا خير في أمة لا يوقر صغيرها كبيرها، ولا يرحم كبيرها صغيرها.

[1] قال الذهبي في الميزان (4 / 329) واصل بن عطاء البصري الغزَّال المتكلم البليغ المتشدق الذي كان يلتغ في الراء.. قلت - الذهبي - كان من أجلاد المعتزلة وكان يتوقف في عدالة أهل الجمل ويقول إحدى الطائفتين فسقت لأبيعنها فلو شهد عندي عائشة وعلي وطلحة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم.
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست