اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 21
لقد لمح الإمام المربي أن في هذا المتزهد نوعا من الكبرياء والغطرسة والاستعلاء على الناس.. وهو داء يسرع إلى المتزهدين أحيانا.. فزوده بهذه النصيحة التي تلائم حاله.
وكم نجد من بعض الصالحين، وربما الدعاة أحيانا، بل ومن صغار الطلبة من يسيئون الأدب مع شيوخهم وعلمائهم وأساتذتهم. وإنه لأمر يحز في النفس ويؤلمها!
لا حرج أن تختلف مع عالم أو داعية في رأي أو اجتهاد متى كنت أهلا لذلك.. لكن الحرج كل الحرج أن يتحول هذا الاختلاف إلى معول هدم لمكانة هذا العالم، والحط من قدره، والإزراء عليه، وسوء الأدب معه.
وإن جاز أن يقع هذا من الدهماء من العامة، أومن أهل البدعة والضلالة فإنه لا يجوز بحال أن يقع من أهل السنة ومن طلاب علم الشريعة:
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
إن علماء أهل السنة والجماعة خاصة مطالبون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب على علية القوم..
وإذا خذلهم أقرب الناس إليهم فلا ينتظر منهم ذلك، فواحدهم كفارس شجاع ما خلفه إلا نساء!
ولو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 21