اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 20
ثالثا / التواضع:
وهو معرفة المرء قدر نفسه، وتجنب الكبر الذي هو بطر الحقّ وغمط الناس. كما قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم وغيره. (1)
والتواضع في الأصل إنما هو للكبير الذي يخشى عليه أن يكبر في عين نفسه، فيقال له:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ... على صفحات الماء وهو رفيع
أما الإنسان العادي فلا يقال له: تواضع، وإنما يقال له: اعرف قدر نفسك، ولا تضعها في غير موضعها!
روى الخطابي في العزلة أن الإمام الفذ عبد الله بن المبارك، قدم خراسان فقصد رجلا مشهورا بالزهد والورع، فلما دخل عليه لم يلتفت الرجل إليه ولم يأبه به، فخرج من عنده عبد الله بن المبارك، فقال له بعض من عنده: أتدري من هذا؟ قال: لا. قال: هذا أمير المؤمنين في الحديث.. هذا.. هذا.. هذا.. عبد الله بن المبارك فبهت الرجل وخرج إلى عبد الله بن المبارك مسرعا يعتذر إليه ويتنصل مما حدث وقال: يا أبا عبد الرحمن اعذرني وعظني!
قال ابن المبارك: نعم.. إذا خرجت من منزلك فلا يقع بصرك على أحد إلا رأيت أنه خير منك!
وذلك أنه رآه معجبا بنفسه، ثم سأل عنه ابن المبارك فإذا هو حائك!! (2)
(1) رواه مسلم 91، والترمذي 1999، وأبو داود 4092.
(2) العزلة 220.
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 20