responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع المعلمين المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 75
جـ - التدرب على تحمل الطلاب في المناقشة: وذلك بأن نتلقى مناقشاتهم بصدر رحب، ولا نقتل آراءهم بالكلمات الجارحة، أو نتعسف في ردها، فندافعها بما نعتقد في أنفسنا أنه غير كافٍ لدفاعها.
بل يحسن بنا أن نرجع إلى فهم الطالب إذا كان أقرب للصواب؛ فذلك من أدل الأدلة على فضيلة المعلم وعلو مرتبته، وحسن خلقه، وإخلاصه لله -عز وجل -.
وإذا لم نصل إلى هذه الحال فَلْنُعَوِّدْ أنفسنا على ذلك؛ فإن المزاولاتِ تعطي الملكات، والتمرينات ترقي صاحبها لدرج الكمالات. (1)
وإنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يَتَحَرَّ الخير يُعْطَه، ومن يتوقَّ الشرَّ يوقه. (2)
يقص علينا التاريخ أن في الأساتذة من يحرص على أن يرتقي طلابه في العلم إلى الذروة، ولا يجد في نفسه حرجًا من أن يظهر عليه أحدُهم في بحث أو محاورة.
يذكرون أن العلامة أبا عبد الله الشريف التلمساني كان يحمل كلام الطلبة على أحسن وجوهه، ويبرزه في أحسن صوره.
ويروى أن أبا عبد الله -هذا - كان قد تجاذب مع أستاذه أبي زيد ابن الإمام الكلامَ في مسألة، وطال البحث اعتراضًا وجوابًا، حتى ظهر أبو عبد الله على أستاذه أبي زيد، فاعترف له الأستاذ بالإصابة، وأنشد مداعبًا:

(1) انظر رسائل الإصلاح 1 / 21، والفتاوى السعدية 450.
(2) هذا الحديث أخرجه الخطيب في تاريخه 9 / 127.قال المناوي في فيض القدير 2 / 570: قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف انتهى. ولم يبين وجه ضعفه؛ لأن فيه إسماعيل بن مجالد، وليس محمود.وأخرجه الطبراني في الكبير 19 / 95 (929) من حديث معاوية بلفظ: يا أيها الناس، إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء. قال الهيثمي في المجمع 1 / 128: فيه راوٍ لم يُسَمَّ، وعتبة ابن أبي حكيم وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان، وضعفه جماعة.وقال المناوي في فيض القدير 2 / 570: قال ابن حجر: إسناده حسن؛ لأن فيه مبهمًا، اعتضد لمجيئه من وجه آخر، وروى البزار نحوًا من حديث ابن مسعود موقوفًا، ورواه أبو نعيم مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في الأوسط 3 / 320 (2684) وأبو نعيم في الحلية 5 / 174، والخطيب في تاريخه 5 / 201 من حديث أبي الدرداء بلفظ: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتَّقِ الشر يوقَه. ثلاث من كن فيه لم يسكن الدرجات العلا -ولا أقول لكم الجنة - من تَكَهَّن، أو تُكُهِّن له، أو استسقم، أو ردّه من سفرٍ تطيُّرٌ.وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن الحسن. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري عن عبد الملك تفرد به محمد بن الحسن.
اسم الکتاب : مع المعلمين المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست