responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 395
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [1].
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [2].
وجعل الله للإنسان هدفا شاملا يشمل هذا كله هو عبادة الله، على المعنى الشامل للعبادة.
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [3].
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ} [4].
العبادة هي حق الله على جميع مخلوقاته، حق الخالق على المخلوق، ولكن الله فرض على كل نوع من مخلوقاته عبادة تناسب تكوينه، "فالمادة" لها عبادة، والملائكة لها عبادة، والإنسان له عبادة.. تشترك جميعا في أنها عبادة وأنها "سجود" وأنها "تسبيح" ولكن تختلف في الطريقة.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [5].
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [6].
واختص الإنسان بلون من العبادة يناسب اختصاصه بالخلافة, ويناسب تكوينه من جسد وعقل وروح.
فهو يعبد الله بالسجود والتسبيح على نحو معين علمه الله إياه على يد رسله وخاتمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ويعبدوه بعمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني المنزل من عند الله لتنظيم حياة الناس في الأرض وإقامتها بالقسط.
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [7].
ففي صلاته وتسبيحه ونسكه هو عباد لله، وفي مشيه في مناكب الأرض وأكله

[1] سورة الجاثية: 13.
[2] سورة الملك: 15.
[3] سورة الذاريات: 56.
[4] سورة الأنعام: 162, 163.
[5] سورة الحج: 18.
[6] سورة الإسراء: 44.
[7] سورة الحديد: 25.
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست