responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 319
إنه حيوان، وأنه نهاية سلسلة التطور الحيواني بلا زيادة، فاليوم ينقض العلم الدارويني ذاته مقالة دارون، ويؤكد على إنسانية الإنسان.
يقول "جوليان هكسلي" وهو عالم دارويني ملحد متبجح بالكفر، في كتابه "الإنسان في العالم الحديث Man in the Modern World".
وبعد نظرية دارون لم يعد الإنسان مستطيعا تجنب اعتبار نفسه حيوانا، ولكنه بدأ يرى نفسه حيوانا غريبا جدا. وفي حالات كثيرة لا مثيل له، ولا يزال تحليل تفرد الإنسان من الناحية البيولوجية غير تام.
"وأولى خواص الإنسان الفذة وأعظمها وضوحا، قدرته على التفكير التصويري، وإذا كنت تفضل استخدام عبارات موضوعية، فقل: استخدامه الكلام الواضح..
"ولقد كان لهذه الخاصية الأساسية في الإنسان نتائج كثيرة، وكان أهمها نمو التقاليد المتزايدة".
"ومن أهم نتائج تزايد التقاليد -أو إذا شئت- من أهم مظاهره الحقيقية ما يقوم به الإنسان من تحسين فيما لديه من عِدد وآلات..".
"وإن التقاليد والعدد لهي الخواص التي هيأت للإنسان مركز السيادة بين الكائنات الحية ... وهذه السيادة البيولوجية في الوقت الحاضر خاصية أخرى من خواص الإنسان الفذة.. ولم يتكاثر الإنسان فحسب، بل تطور، ومد نفوذه، وزاد من تنوع سبله في الحياة".
"وهكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيد المخلوقات، كما تقول الأديان. ومع ذلك هناك فروق، وفروق هامة الشيء، بالنسبة لنظريتنا العامة، فمن وجهة النظر البيولوجية لم تخلق الحيوانات الأخرى لخدمة الإنسان, ولكن الإنسان تطور بصورة مكنته من التخلص من بعض الأنواع المنافسة، ومن استعباد أنواع أخرى بالاستئناس، ومن تعديل الأحوال الطبيعية والبيولوجية في معظم أجزاء اليابس من الكرة الأرضية، ولم تكن وجهة النظر الدينية صحيحة في تفاصيلها أو في كثير مما تضمنته ولكن كان لها أساس جيولوجي متين"[1].

[1] جوليان هكسلي عالم ملحد، لا يقر بوجود الله! وهو يرى الحق أمامه ويكاد يسلم به، ولكن تأخذه العزة بالإثم فيحاول النكوص عما يفرضه الحق الواضح المبين ... ولكن يكفي على أي حال أن يقر بأن وجهة النظر الدينية لها أساس جيولوجي متين: فما ينتظر من رجل ملحد أن يذهب إلى أبعد من هذا المدى في الاعتراف بحقائق الدين!
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست